آخر جندي تركي في القدس

في عام 1972م، عندما زار الصحفي والكاتب التركي الشهير “إلهان برداقجي” مدينة القدس، لاحظ عند دخوله ساحة المسجد الأقصى وجود رجل مسن جدًا يقف بطريقة غريبة مرتديًا زيًا عسكريًا.
كان الرجل المسن طويل القامة، وزيه العسكري قديم لدرجة وبه الكثير من الرقع التي تعلوها رُقع أخرى
وعندما سأله عن هويته، تلقى إجابة مذهلة:
“أنا الأونباشي حسن، قائد فرقة الرشاشات الثقيلة، الكتيبة 36، اللواء الثامن، الفيلق العشرون من الجيش العثماني.”
في الواقع، كان العريف حسن يحرس المسجد الأقصى منذ معركة القدس عام 1917م، ضد البريطانيين .
وعندما تم استدعاء الجيش للانسحاب، أوصى قائدهم اليوزباشي مصطفى — الذي كان يقود وحدة خلفية مكوّنة من 53 جنديًا — بعدم ترك القدس.
وكان العريف حسن آخر جندي بقيَ على قيد الحياة من أولئك الذين عرفوا هذا الأمر.
وقد تجاوز عمره التسعين عامًا حينها.
وعندما عاد “إلهان برداقجي” إلى تركيا، قام بالتحقق من صحة المعلومات من خلال السجلات العسكرية، وقد تأكد من صحتها.
أما اليوزباشي مصطفى، فقد تُوفي منذ سنوات عديدة.
وبينما كان ذلك الصحفي في وكالة الأنباء عام 1982م، وصلته برقية من القدس، وكانت تحتوي على جملة واحدة فقط:
)توفي اليوم آخر جندي عثماني كان يحرس المسجد الأقصى)
يقول عنه خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري في أحد اللقاءات التلفزيونية: “هذا الجندي التركي كان منعزلا عن الناس، وكان قلبه متعلقا بالمسجد الأقصى، فيقضي فيه الساعات الطوال خلال النهار إلى أن يتم إغلاق أبواب المسجد، فكان أول من يدخل المسجد في ساعات الفجر، وآخر من يخرج منه في المساء، يبدو أنه كان حزينا على ما حصل في الحرب العالمية الأولى.. لم يحتك بالناس.. هذا هو الانطباع الذي أخذته عنه)
المصدر: أرشيف الدولة العثمانية