“آخر ما قال الشهيد”.. شعر: خالد الطبلاوي
لا تبتئسي يا أجمل ما خَلَق الرحمنُ عروسا
لا تبتئسي
طلقَاتُ الغَدْرِ تلوحُ على خديكِ شُمُوسَا
وسحابُ الحبِ
سيمحو بركان الفسفورْ..
ورفاتُ الأهل
سينبتُ أشجارًا من نورْ
ودماءُ الأطفالِ الصَّرْعَى
في الجنةِ أطيارٌ ترعى
كي تُهديَ آل الصبر كئُوسَا
لا تبتئسي
فشعاعُ الشمسِ يُذِيبُ أَكُفَّ الثلج عن العينين
ويوقظُ قهرًا مَن ناموا..
لا تبتئسي
إن العملاقَ وإن صلبوه فلن يرضى
أنْ يعلو الساحةَ أقزامُ
***
عَلَّمَنِي ديني يا غزة
أن أرقى نبراسًا حُرَّا
فجريًّا علويَّ النفحاتْ
علَّمَنِي ديني شُرْبَ الموت بلا خوفٍ
ألهمني عزمًا يَمْضُغُ عَظْمَ الدباباتْ
علمني ديني أن أَتَنَفَّسَ رغم الكَبْتِ
وكهفِ الصمت
برغم حصارٍ وخياناتْ..
علمني ديني يا غزة
أن الحريةَ لا تُرْوَى إلا بِدِمَاءْ
أن الشهداءَ همُ الأحياء فقد ماتوا
رفضًا للذُّلِّ وبُغْضًا لحياةِ الجبناء
أن ابن سلولٍ لا يَنْبُتُ في أرضٍ إلا
والحقُّ قويٌّ
صُلْبٌ مرفوعُ الهاماتْ
***
يا روحَ فؤادي لا تبتئسي من موتي
فدمائي عنقودُ ضِيَاءْ
ولئن فَرَطُوه
سيُعْطِي مليونَ صباحٍ
ثوريٍّ يعشقه الأبناء
نادَتْنِي الجنة يا معشوقةُ فابتهجي
يا ربحي
يا ربحي إن كان المَهرُ كما طلبتْ :
عمري..
وورودًا قد رُسِمَتْ
بمزيجِ دمائي والأشلاءْ!