الأمة : أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتله “اوتشا ” تقريرا حول المستجدّات على صعيد الحالة الإنسانية قال فيه :
لا تزال التقارير تشير إلى استمرار عمليات القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو في معظم أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين ونزوح عدد أكبر منهم وتدمير المنازل وغيرها من البنى التحتية المدنية.
وما زالت التقارير تفيد بتواصل الاجتياح البرّي والقتال العنيف. كما أفادت التقارير بأن الجماعات المسلّحة الفلسطينية أطلقت الصواريخ باتجاه إسرائيل.
وشدّد مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة، أندريا دي دومينيكو، في آخر إحاطة له والتي قدّمها للصحافة، على ضرورة توسيع نطاق العمليات الإنسانية.
وقال إنه شاهد على مدى الأيام الـ300 الماضية «الإرهاق البدني والنفسي المطلق الذي ألمّ بالسكان بأسرهم».
وإن الناس في غزة قد «حُرموا من مجرد التفكير فيما قد يحمله الغد لهم،وحذر من أنه لا يسعنا أن نسمح لأنفسنا بأن نصبح «محصنين من الرعب» .
المعونات قاصرة عن الوفاء بالإحتياجات الهائلة
كما لاحظ أن الجهود المستمرة لتقديم المعونات قاصرة عن الوفاء بالاحتياجات الهائلة في غزة، التي غدت مقبرة للأطفال حسبما حذّر الأمين العام للأمم المتحدة منه وذلك بسبب القيود المشددة المفروضة على وصول المساعدات والمخاطر الأمنية المنتشرة على نطاق واسع.
ومع ذلك، أكدّ دي دومينيكو أن الشركاء في مجال العمل الإنساني ينفذون العديد من الأنشطة المنقذة للحياة، والتي تتراوح بين إمداد الناس بالمياه والغذاء والخيام والملابس ومواد النظافة الصحية والمكملات الغذائية والمساعدات النقدية،
وفحص الأطفال لتشخيص إصابتهم بسوء التغذية، وتزويد المستشفيات بالنقالات والأدوية، ودعم عمليات الإجلاء الطبي، وتقديم إمدادات الوقود للمخابز ومنشآت المياه والصرف الصحي ومقدمي خدمات الاتصالات، ورصد اتجاهات النزوح، والأضرار وانفصال الأسر وحالات الاعتقال، من جملة أمور أخرى.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، قُتل 143 فلسطينيًا وأُصيب 341 آخرين بين ساعات ما بعد الظهر من يومي 1 و5 آب/أغسطس.
وبين يومي 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و5 آب/أغسطس 2024، قُتل ما لا يقل عن 39,623 فلسطينيًا وأُصيب 91,469 آخرين في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
وفضلًا عن ذلك، تفيد التقارير بأن نحو 10,000 شخص مفقودون تحت الأنقاض في غزة، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة والدفاع المدني الفلسطيني. وتوثق وزارة الصحة التفاصيل الكاملة لهويات الضحايا،
وقد نشرت مؤخرًا بيانات مصنفة لـ28,185 قتيلًا من بين القتلى البالغ عددهم 37,900 قتيلًا سقطوا حتى يوم 30 حزيران/يونيو،
حيث وثقت وزارة الصحة تفاصيلهم الكاملة (كما نُشرت هذه الإحصاءات على لوحة المتابعة الموحدة لمجموعة الصحة على هذا الرابط).
مقتل 885 من العاملين في المجال الصحي
ووفقًا لوزارة الصحة، تفيد التقارير بأن هؤلاء يشملون 9,351 طفلًا، و5,320 امرأة، و2,414 مسنًا و11,100 رجل. ولا تزال وزارة الصحة ماضيةً في إجراء عملية التوثيق. كما أشارت الوزارة إلى 885 عاملًا صحيًا كانوا من جملة الضحايا.
في يومي 3 و4 آب/أغسطس، أفادت التقارير بأن ثلاث مدارس تؤوي الآلاف من النازحين قُصفت في مدينة غزة، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا ووقوع أضرار.
ففي 3 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى مقتل 17 فلسطينيًا، من بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات عندما قُصفت مدرسة حمامة الحكومية في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة،
وذلك وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني. وفي 4 آب/أغسطس، نقلت التقارير مقتل ما لا يقل عن 30 فلسطينيًا عندما قُصفت مدرستان أخريان، وهما مدرستا النصر وحسن سلامة، في حي النصر،
حسبما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني، الذي صرح أيضًا بأن 16 شخصًا فُقدوا تحت أنقاض مبنى مدرسة النصر حتى الساعة 19:00 حسب إفادات العائلات.
وفي أعقاب هذه الأحداث، أشار المكتب الإعلامي الحكومي بأن القوات الإسرائيلية استهدفت حتى الآن 172 مركز إيواء تؤوي عشرات الآلاف من النازحين، بما فيها 152 مدرسة حكومية ومدرسة تابعة للأونروا، حيث قُتل أكثر من 1,040 شخصًا.
أحداث دامية أخري
كانت الأحداث التالية من بين أكثر الأحداث الدامية الأخرى التي نقلتها التقارير بين يومي 2 و4 آب/أغسطس :
عند نحو الساعة 15:00 من يوم 2 آب/أغسطس، قُتل ستة فلسطينيين عندما قُصفت مجموعة من الأشخاص في تل الهوى، جنوب مدينة غزة، حسبما أشارت التقارير إليه.
عند نحو الساعة 20:30 من يوم 2 آب/أغسطس، قُتل خمسة فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال وامرأة ورجل مسن، وأُصيب أربعة آخرون عندما قُصفت بناية سكنية في منطقة الصبرة بمدينة غزة، حسبما ورد في التقارير.
عند نحو الساعة 3:00 من يوم 3 آب/أغسطس، أفادت التقارير بمقتل ثمانية فلسطينيين، من بينهم عدد غير محدد من النساء والأطفال، وإصابة آخرين عندما قُصف منزل في منطقة الفاخورة بمخيم جباليا للاجئين في شمال غزة.
عند نحو الساعة 2:10 من يوم 4 آب/أغسطس، أشارت التقارير إلى مقتل خمسة فلسطينيين وإصابة 15 آخرين عندما قُصفت خيمتان في مستشفى الأقصى بدير البلح.
في 4 آب/أغسطس، أصدر الجيش الإسرائيلي أمرًا جديدًا بالإخلاء وحذّر فيه السكان القاطنين في المناطق الواقعة في جنوب خانيونس وشمال رفح بالتوجه غربًا إلى المواصي على الفور.
وقد أعلنت القوات الإسرائيلية من جانب واحد عن هذه المنطقة باعتبارها «منطقة آمنة» شهدت تغيرًا في مساحتها في سياق الأعمال القتالية وغدت الآن تمتد على مساحة تقرب من 47 كيلومترًا مربعًا، أو نحو 13 في المائة من مساحة قطاع غزة.
ويشمل الأمر الأخير 24 تجمعًا تغطي مساحتها 18 كيلومترًا مربعًا، ويقدر تعداد السكان فيها بأكثر من 11,000 نسمة بالمقارنة مع 48,000 نسمة قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر، وفقًا للفريق العامل المعني بإدارة المواقع.
ووفقًا لمسح أولي، تضم المنطقة المتضررة من الأمر الأخير 41 موقعًا من المواقع التي تؤوي النازحين، و19 منشأة من منشآت المياه والصرف الصحي، و12 مدرسة ونقطتين طبيتين تزاولان عملهما.
وفي الإجمال، تشير الملاحظات التي أوردتها المنظمات الشريكة في مجال تقديم المعونات والتي تتتبع حركة السكان إلى أن العديد من الأسر لم تزل باقية في المناطق التي تخضع للإخلاء على الرغم من أوامر الإخلاء الأخيرة،
وذلك بسبب ارتفاع مستويات انعدام الأمن وغياب الأمان في شتّى أرجاء غزة، والظروف المعيشية القاسية في المواقع التي تؤوي النازحين، والتعب من النزوح وقلة الفرص المتاحة للحصول على الخدمات الأساسية بصفة عامة.
النازحون يواجهون ظروفا مرعبة
وفي 3 آب/أغسطس، قالت الأونروا، التي سلطت الضوء على الظروف المتردية التي تواجه الناس في جميع أنحاء غزة والذين تعرضوا لجولات متعددة من النزوح :
«يتعرض الناس في غزة للنزوح باستمرار، ويعيشون في خيام تحت شمس الصيف الحارقة ولا يتاح لهم سوى فرص محدودة للغاية للحصول على مياه الشرب“.
تفيد مجموعة التغذية إلى أن زيادة كبيرة لوحظت في مستويات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة خلال شهر تموز/يوليو، وأنه لم يتلقّ سوى طفلان من كل خمسة أطفال المكملات الغذائية على مدى الأشهر الثلاثة المنصرمة.
ففي محافظتي شمال غزة وغزة، وفي الوقت الذي كانت فيه مستويات الفحص متدنية نسبيًا بسبب القيود المفروضة على الوصول وانعدام الأمن، جرى تشخيص إصابة أكثر من 650 طفل بسوء التغذية الحاد،
وهو ما يمثل زيادة قدرها 47 في المائة بالمقارنة مع حزيران/يونيو عندما اكتُشفت 443 حالة، وزيادة تناهز ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في أيار/مايو عندما اكتُشفت 145 حالة.
وفضلًا عن ذلك، تم إدخال رقم قياسي بلغ 25 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم والمصحوبة بمضاعفات طبية إلى مركز إسعاف المصابين في مستشفى كمال عدوان في تموز/يوليو، بالمقارنة مع 27 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم في شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو مجتمعيْن.
ومع ذلك، لم ترد تقارير تشير إلى حالات وفاة مرتبطة بسوء التغذية في تموز/يوليو بين الأطفال الذين تلقوا الرعاية من المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني والجهات الفاعلة المعنية بالصحة.
وتأتي الزيادة التي شهدتها الحالات المكتشفة في تموز/يوليو في أعقاب تحسن طفيف سُجل في نيسان/أبريل ومطلع أيار/مايو،
وفي شمال غزة، يعني النقص الحاد في الإمدادات أن 8 في المائة فحسب من نحو 50,000 طفل تسعى المجموعة إلى تقديم المكملات الغذائية لهم حصلوا على هذه الإمدادات في تموز/يوليو، حيث انخفضت هذه النسبة من 18 في المائة في حزيران/يونيو و13 في المائة في أيار/مايو.
وبما أن سوء التغذية في غزة تقف وراءه الأنظمة الغذائية الرديئة وعدم كفاية سبل الوصول إلى الخدمات الأساسية وقصور ممارسات الرعاية، تؤكد المجموعة من جديد دعوتها العاجلة إلى تحسين إمكانية الوصول لضمان حصول الأطفال والنساء الحوامل والأمهات المرضعات بوجه خاص على المعونات التي يحتاجون إليها.