أقلام حرة

إنهاء الأونروا تمهيد لتصفية القضية والعمل بصفقة القرن مع عودة ترامب

بقلم د. وسيم وني

خدمات جمة قدمها ويقدمها الرئيس الأمريكي خلال فترة رئاسته السابقة والحالية لكيان الاحتلال الإسرائيلي والهدف منها توسيع رقعة الكيان الإسرائيلي لاحتلاله لمناطق جديدة يضمها لكيانه وسأذكر منها أهم النقاط الرئيسية:

أولا: الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الأمريكية إليها.

ثانيا: الاعتراف وبشكل رسمي بضم الجولان إلى كيان الاحتلال.

ثالثا: وهو الأخطر ألا وهو محاولة شطب وكالة الأونروا من خلال محاولة الكيان بث السموم ضد وكالة الأونروا الشاهد الأول والأخير على نكبتنا بمسعى خبيث لوقف أنشطتها وإغلاقها لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة من الوجود.

والمتابع لخطابات وممارسات الرئيس الأمريكي فإنها تصب بشكل رئيسي ضمن مشروع نتنياهو التوسعي من خلال الإقرار وضم الضفة الفلسطينية بالكامل لكيان الاحتلال كما فعل الاحتلال سابقا عندما ضم مدينة القدس للكيان وأعلنها عاصمة موحدة لكيانه وذلك بتاريخ 06/12/2017.

تليه ضم المستوطنات الحالية على أرض الضفة الفلسطينية مع الريف الفلسطيني وذلك لينفذ ما أسماه سابقا بصفقة القرن والتي تتمثل بعدة نقاط أبرزها:

ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة إلى كيان الاحتلال.

وضع وادي الأردن تحت السيادة الإسرائيلية كونه بزعم الاحتلال استراتيجيا وعنصر رئيسي مهم لأمن الكيان.

مدينة القدس موحدة عاصمة لكيان الاحتلال وبالطبع زيارة الأماكن المقدسة في القدس مفتوح لجميع الديانات والمسجد الأقصى وتبقى تحت الوصاية الأردنية.

عاصمة دولة فلسطين حسب ما هو مرسوم لها ستكون إلى الشرق والشمال من الجدار المحيط بأجزاء من مدينة القدس.

نزع السلاح الفلسطيني في غزة وفي كافة المناطق الفلسطينية على أن تصبح الأراضي الفلسطينية والتي تخضع لدولة فلسطين مناطق منزوعة السلاح وربط الأراضي الفلسطينية ببعضها البعض عن طريق مواصلات سريعة تمر من خلال الأراضي الإسرائيلية.

اعتراف كلى الطرفين بالدولة الفلسطينية على أنها دولة للشعب الفلسطيني وكيان الاحتلال هو دولة للشعب اليهودي.

أخيرا وفق هذه الخطة التي ستمتد لمدة أربعة سنوات وبشرط رئيسي بشرط أن لا تبنى مستوطنات جديدة في المناطق التي تخضع لكيان الاحتلال.

وهنا أود الإشارة لخطاب المفوض العام لوكالة الأونروا فليب لازاريني أمام مجلس الأمن 28/01/2025 والذي يعتبر إدانة واضحة لسلوك كيان الاحتلال الهمجي ضد شعبنا الفلسطيني والاستهداف المنظم ضد وكالة الأونروا ومحاولة تصفيتها وشطب قضية اللاجئين بلصق تهمة الإرهاب للوكالة من خلال وصف موظفيها بالإرهابين أو متعاطفين مع الإرهاب وقد ظهر ذلك جليا من خلال ترويج كيان الاحتلال للوحات إعلانية بالعديد من دول العالم تتهم وكالة الأونروا بالإرهاب ومغطاة التكاليف من قبل حكومة الاحتلال.

ويستخلص لازاريني إلى نتيجة في غاية الدقة والأهمية علينا الوقوف عندها بقوله:

«أن الهجمات السياسية على وكالة الأونروا مدفوعة بالرغبة في تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين وبالتالي التغيير الأحادي الجانب للمعايير الراسخة للحل السياسي، ويكمن الهدف في حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق تقرير المصير ومحو تاريخهم وهويتهم».

وفي الختام تُحتّم إجراءات كيان الاحتلال الإسرائيلي  ضد وكالة  الأونروا على شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية  التحرك سياسياً ودبلوماسياً على المستوى الدولي، وربط الحملة الإسرائيلية على  وكالة الأونروا بمخططات كيان الاحتلال المتواصلة لتقويض قضية اللاجئين، وتصفية قضيتنا الفلسطينية، كما وينبغي للإعلام الفلسطيني استغلال التعاطف الشعبي العالمي مع شعبنا الفلسطيني وقضيتنا في وجه الإبادة الجماعية  في قطاع غزة وعموم فلسطين ، ونشر حملة إعلامية دعماً  لوكالة الأونروا، وفضح الأهداف الحقيقية وراء قرار كيان الاحتلال وقف أعمال وكالة الأونروا ومصادرة مبانيها في القدس ومحاولة إنهاء وكالة الأونروا.

 فليس من السهل استنتاج كيفية إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين. فالمشروع الاستيطاني الإسرائيلي في فلسطين لا يزال قائماً ومستمراً، وشعبنا الفلسطيني بكل أطيافه داخل فلسطين وفي الشتات مستمرون في إحباط سياسات الاحتلال الإسرائيلية وبالمرصاد، ومع أن هذا الكيان دائماً ما يستخدم أدواته «القانونية» للتخلص من شعبنا الفلسطيني وطمس قضيتنا، إلّا ان شعبنا الصامد مستمر ومصمم على الصمود والبقاء وإفشال العديد من خطط كيان الاحتلال الخبيثة لتصفية قضيتنا.

وشعبنا الفلسطيني ليس عاجز عن الوقوف في وجه الاحتلال ومخططاته، غير أن كيان الاحتلال لا يزال يعتقد في الوقت نفسه انه يتمتع باليد العليا في محاولة تغيير مسار الأمور إلى ما يطمح إليه.

د. وسيم وني

عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights