إياد العطية يكتب: أهل الشام أمة ومدرسة
لا شك أن ثوار سوريا قد اكتسبوا خبرة كبيرة من خلال العمل الميداني وإدارة المناطق المحررة، وهذه التجربة أضافت لهم قدرات قيادية وميدانية تميزهم عن غيرهم.
وَلا شك أيضًا أنهم استخلصوا دروسًا وعبرًا من ثورة مصر، ومن انقلاب العسكر على خيار الشعب
الذي انتهى بمقتل الرئيس محمد مرسي، الذي انتخبه الشعب ليكون رمزًا للحرية والشرعية.
ولَا شك أنهم باتوا يدركون كيفية التعامل مع المشروع المجوسي، الذي يظهر وجهًا مخادعًا مع أي تطور على الأرض، محاولًا تغيير موازين القوة لمصلحته.
وَلا ريب أن الأحرار أدركوا أن العلاقات بين الدول تحكم بالمصالح لا بالعواطف،
وأن التعامل بحكمة وحنكة دبلوماسية هو السبيل للحفاظ على مكتسباتهم.
وأمامهم اليوم تحدٍ كبير في الصمود والمحافظة على هذا النصر العظيم،
إذ أصبحوا هدفًا لكل قوى الظلم والطغيان التي تسعى لإجهاض إرادة الشعوب الحرة.
لذا، عليكم -أيها الأحرار- أن تتقوا الله في دينكم، وأن تحافظوا على نصركم وشعبكم وأمتكم.
اجعلوا من عملكم دؤوبًا لا يعرف الكلل أو الملل، مع اتخاذ الحيطة والحذر والدراية بكل تفاصيل الأحداث من حولكم.
تمسكوا بجميع الأسباب التي تحفظ لكم هذا الإنجاز التاريخي.
نسأل الله أن يحفظكم بحفظه الذي لا يرام، وأن يحرسكم بعينه التي لا تنام، وأن يمكن لكم في الأرض، فأنتم أهلٌ لهذه المسؤولية، وأهلٌ لهذا النصر.