إياد العطية يكتب: الرسم البياني للأمة
إذا غُصْنا في تفاصيل الأحداث الجارية على أراضي المسلمين اليوم، وهي أحداث موجعة، مريرة، وأليمة، فلن نستطيع أن نرى الخير العظيم الذي نحن عليه اليوم.
الرسم البياني العام للأمة، على المستوى الإستراتيجي في الفكر والوعي والإدراك، هو في سلم الصعود السريع.
وهذا يقين لا شك فيه، ومن علاماته: موت المشاريع المعادية للإسلام في قلوب المسلمين التي تعلقوا بها قديمًا، كالمشروع الصفوي، والمشروع القومي، ومشاريع الغلو والإرجاء، ناهيك عن مشاريع العلمنة والليبرالية وكل المشاريع التي أعاقت تحرر الأمة من قيودها في المرحلة المنصرمة.
ومن علاماته أيضًا تفاعل المسلمين بشكل جماعي مع قضايا المسلمين أينما كانت،
فقد تداعوا لنصرة إخوانهم في العراق وسوريا واليمن والصين وأفغانستان وغيرها من البلدان. أصبحت الهوية الإسلامية هي الرابط بين المسلمين وإن تباعدت بينهم المسافات، واندثرت مقابلها الهوية الوطنية.
ومن علامات الإدراك عند الأمة تفاعلها مع طوفان الأقصى، بعد أن أوصلوا رسالة إلى العالم أجمع مفادها أن قضية الأقصى هي قضية عابرة للحدود وتخص جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها،
وليست حكرًا على أهل فلسطين فحسب.
مما أعطى فرصة قوية للبشرية لفهم الدين الإسلامي الحنيف،
وكشف حقيقة التضليل والتحريض الإعلامي ضد الإسلام والمسلمين في عموم أوروبا وأمريكا.
ومن نتائج ذلك دخول الناس بأعداد كبيرة في الإسلام.
وإذا أردنا أن نرى هذا الصعود الذي أشرنا إليه، فما علينا إلا أن نضع مسطرة للقياس نقيس بها حال الأمة قبل 50-60 سنة وبين حالها اليوم.
لا شك أننا سنجد أن الأمة اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا وتمسكًا بالدين، وهي في مقدمة التغيير،
وأول خطوة في العودة إلى الأمام. ومن نتائج ذلك تعطيل نظام الاستضعاف وتفعيل نظام التدافع.