تقارير

إيران تُراوغ والغرب يواجه معضلة استراتيجية في مواجهة التهديد النووي

تتأرجح المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والقوى الغربية، بقيادة الولايات المتحدة، في منطقة رمادية، حيث يستخدم النظام التفاوض كأداة للمماطلة، بينما تتبنى واشنطن موقفًا متشددًا يرفض أي تساهل.

تكشف هذه الديناميكية عن أزمة ثقة عميقة، تُعقّد إمكانية التوصل إلى اتفاق، وتُثير تساؤلات حول ما إذا كانت المفاوضات تُمهد لتسوية أم لمواجهة عسكرية.

تُحذر الولايات المتحدة من اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي. يقول السيناتور توم كاتن إن إيران تملك يورانيوم مخصب يكفي لإنتاج قنبلة خلال أيام، مؤكدًا أن النظام قد يستخدم هذا السلاح كدكتاتورية دينية.

يدعم الرئيس دونالد ترامب هذا الموقف، مطالبًا بتفكيك أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، ومشيرًا إلى أن استمرار التخصيب غير مبرر.

البرنامج النووي الايراني

يرى المحلل مجيد رفيع‌زاده أن أي اتفاق يجب أن يُفكك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل، بقيادة أمريكية وإسرائيلية، نظرًا لفشل المنظمات الدولية في محاسبة إيران.

يستخدم النظام الإيراني خطابًا مزدوجًا: دبلوماسيًا مع الغرب، ومتشددًا داخليًا. يقول عباس عراقجي إن الضغوط الأمريكية فشلت، ويرفض التفاوض تحت التهديد، مؤكدًا أن إيران لن تتنازل عن «حقوقها السيادية».

صحيفة «كيهان» تُشكك في نوايا واشنطن، معتبرة المفاوضات فخًا لإضعاف إيران، وتحذر من أن أي تنازل سيُعرّض برامج الصواريخ والنفوذ الإقليمي للخطر.

ويرى النظام أن برنامجه النووي مفتاح بقائه، مما يجعل التفاوض أداة لتأخير العقوبات وليس التخلي عن طموحاته.

تاريخ الخداع

يستند رفيع‌زاده إلى تجربة الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انتهكته إيران سرًا بينما استفادت من رفع العقوبات. يُحذر من أن القيود المؤقتة، مثل الحد من التخصيب، لا تُلغي التهديد بل تؤجله، حيث أظهرت إيران قدرتها على استئناف أنشطتها بعد انتهاء القيود.

كما ينتقد تساهل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودعم روسيا والصين لإيران، مما يُعزز عدم فعالية الرقابة الدولية.

وتظل المفاوضات محصورة في الأطر العامة، دون تقدم ملموس. يقول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن طهران جاهزة للحوار لكنها تنتظر «حسن نية» من الغرب، مشيرًا إلى غياب جدول زمني.

في المقابل، تُلوّح واشنطن بخيارات عسكرية، مع إبداء مرونة مشروطة. تُعقّد قوانين الكونغرس، مثل «كاتسا» و«آيسا»، أي اتفاق، حيث تجعله عرضة للإلغاء. هذا الوضع يُظهر أن المفاوضات تُستخدم لشراء الوقت من كلا الطرفين.

وتُثير المفاوضات تساؤلات حول جدواها. هل هي محاولة لتجنب الحرب أم تمهيد لمواجهة؟ يُحذر رفيع‌زاده من أن النظام يستغل التفاوض لتوسيع قدراته النووية سرًا، بينما تُشير تصريحات ترامب إلى تفضيله لتسوية سلمية. لكن فقدان الثقة وتعدد الخطوط الحمراء يجعل الاتفاق بعيد المنال. إذا استمر هذا المسار، قد تتصاعد التوترات نحو خيار عسكري.

تكشف المفاوضات النووية عن معضلة استراتيجية: إيران تُراوغ لتعزيز برنامجها النووي، بينما يواجه الغرب تحدي فرض حل دائم. يجب أن تتخلى إيران عن التخصيب وتُفكك برنامجها النووي تحت إشراف أمريكي، لمنع تحولها إلى قوة نووية.

المفاوضات الحالية، بمسارها العقيم، قد تُقرّب المنطقة من حافة الهاوية، ما لم تُتخذ إجراءات حاسمة لوقف طموحات النظام.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى