“وأنــتَ الـليثُ إن ذُكـِرت لـيوثٌ”.. شعر: محمد شركي

أَعـــــيٌّ أم تــعــصّـاك الــكــلامُ … ومــا يُـجدي وقـد نُـعيَ الـهُمامُ
أبــا الـعـبد الـمـنعّم فــي جـنانِ … نُـعـيـت لــنـا وأدمـعـنـا سـجـامُ
لأنــت الـليث إن ذُكـرت لـيوثٌ … وأنـــت لــهـا الـمُـقـدّم والإمــامُ
فـيـا مــن كـان عـند الله يـرجو … شــهـادتـه أُعــــدَّ لـــك الـمَـقـامُ
مــقـام الـفـائزين بــروح عــدنٍ … وفي الفردوس حفّ بك الكرام
بــلاؤك فــي سـبيل الله حُـسنٌ … لـئـن ذُكــر الـرجال لـك الـسّنامُ
وأيٌّ فــتـى هـنـيّةُ فــي وســام … لأنـــت الــبـدر تــمّ لــه الـتـمامُ
ومـــا أحـلـى كـتـاب الله تـتـلو … تُــحـبّـره إذا وجــــب الـصـيـامُ
وتـبلغ فـي الـمحافل شـأو قُسّ … ويَـسلَس إن نـطقتَ لـك الكلامُ
ويـحـلـو فــي بـدائـعك الـبـيانُ … بـهـا تـشدو كـما سـجع الـحمامُ
لـك الإقـدام فـي الـهيجاء ليثٌ … وتـخـشى مـن جـسارتك الـلئامُ
أذقت المعتدين صنوف خسف … بـــغــزة لا تُـــضــام ولا تـــــرامُ
لـك الـجُندُ الـبواسل فـي ثـغورٍ … صـنـاديـدٌ وأنـــت لــهـم زمـــامُ
بــأرض الـعُـرب رافـقك الأمـان … وعـنـد الـفـرس بـاغـتك الـلـئامُ
ومــا رَعَــت الأعـاجـم عـهد وُدٍّ … ومــا يُـرعـى إذا غــدر الـطَّـغامُ
سـيـذكرك الأمـاجـد كــل حـينٍ … ويـنـهـل مــن مـنـاهلك الـكـرامُ
ويـخـسأ مـن تـخلّى عـن هُـمامٍ … ويــخـزى مـــن تـعـقّبه الـمَـلامُ
رثـيتُك يـا هُـمام بـذي القوافي … فـعـذرًا إن تـعـطّل بــي الـكـلامُ
ومــا تُـغـني إذا بـكت الـقوافي … بــكـاء الـعـين إن نُـعـي الـهُـمامُ
فـيا قـبرَ الـهُمام سُـقيت صـوبا … يـجود عـلى الـدوام بـه الـغمامُ