تقاريرسلايدر

السنة الثالثة من الحرب الأوكرانية .. الخسائر والتوازنات الجيوسياسية والسيناريوهات المستقبلية

لا تزال الحرب الأوكرانية الروسية، التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022 واستمرت لمدة ثلاث سنوات، تهز التوازنات الأمنية في أوروبا بشكل عميق. في حين يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مناشدة الغرب للحصول على مساعدات لمستقبل بلاده، يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عازمًا على مواصلة الحرب بالوسائل العسكرية والاقتصادية.

لقد انتشرت آثار الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى ما هو أبعد من الحدود، وتزايدت التوترات العالمية بين الغرب وروسيا بشكل مطرد.

في حين قدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، اعتمدت روسيا استراتيجية إطالة أمد الحرب على المدى الطويل من خلال تلقي الأسلحة والدعم العسكري، وخاصة من كوريا الشمالية وإيران.

ومع ذلك، فإن إمكانية عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة في الولايات المتحدة تهدد الروح المعنوية والقدرة على الصمود في أوكرانيا. في حين يحافظ ترامب على موقف متباعد بشأن المساعدات لأوكرانيا، فإنه يشير إلى إمكانية إقامة توازن دبلوماسي جديد مع موسكو.

خسائر الحرب الأوكرانية

وصلت خسائر الأرواح والدمار خلال السنوات الثلاث من الحرب إلى أبعاد مروعة:

– وفقا للأمم المتحدة، فقد 12654 مدنيا أوكرانيا حياتهم، منهم 669 طفلا.

– قُتل 46 ألف جندي من الجيش الأوكراني، وأصيب حوالي 380 ألفًا.

– لا توجد تصريحات رسمية حول خسائر الجيش الروسي، لكن بحسب مصادر مستقلة، قُتل 90 ألف جندي روسي.

– اختطفت روسيا 20 ألف طفل أوكراني وأعطتهم لعائلات روسية.

ووفقا للأمم المتحدة، فإن 84% من الضحايا المدنيين في الحرب وقعوا في المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية.

وتعرضت البنية التحتية في أوكرانيا لتدمير كبير نتيجة الهجمات. دمرت الغارات الروسية 65 بالمائة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما ترك ملايين الأوكرانيين بدون كهرباء.

أزمة اللاجئين

أدت الحرب إلى نزوح ملايين الأوكرانيين من بلادهم. وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرّ 6 ملايين و906 ألف أوكراني من وطنهم بسبب الحرب.

واستقر معظم هؤلاء اللاجئين في الدول الأوروبية، وخاصة بولندا وألمانيا. في أوكرانيا، نزح ملايين الأشخاص بسبب الحرب.

المساعدات والدعم العسكري من الغرب

وقد قدم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مساعدات عسكرية ومالية ضخمة لأوكرانيا طوال فترة الحرب.

– قدم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا 74.9 مليار دولار من المساعدات العسكرية و66.3 مليار دولار من المساعدات المالية والإنسانية (بإجمالي 141.24 مليار دولار).

– قدمت الولايات المتحدة 68.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية، و53.5 مليار دولار من المساعدات المالية والإنسانية (المجموع الكلي 121.82 مليار دولار).

لكن المساعدات أصبحت موضع تساؤل بشكل متزايد. في الولايات المتحدة، يريد الجمهوريون تشديد الشروط المتعلقة بالمساعدات المقدمة لأوكرانيا. تتزايد المخاوف من أن أوكرانيا قد تواجه تخفيضات كبيرة في تدفقات المساعدات الغربية إذا تم انتخاب ترامب رئيسا مرة أخرى.

استراتيجية روسيا وسيناريوهاتها المستقبلية

لقد قامت روسيا بمراجعة أهدافها منذ بداية الحرب وركزت على السيطرة على المناطق الشرقية من أوكرانيا. ويواصل بوتن ضغوطه الدبلوماسية والاقتصادية لتقويض الدعم الغربي لأوكرانيا.

ولكن أوكرانيا تحتاج إلى التزام طويل الأمد من الغرب لمواصلة الحرب. لكن عامل ترامب يجعل مستقبل أوكرانيا غير مؤكد.

ومع دخول الحرب عامها الرابع، تتوقع أوكرانيا الحصول على المزيد من الدعم العسكري والمالي من الغرب.

ومن ناحية أخرى، تتلقى روسيا مساعدات من إيران وكوريا الشمالية لمواصلة الحرب.

إذا تم انتخاب ترامب، فإن السياسة تجاه أوكرانيا قد تتغير جذريا.

ولم يتم بعد تفعيل القنوات الدبلوماسية بشكل كامل لإنهاء الحرب. ومع ذلك، فمن المتوقع أن تبدأ خلال الفترة المقبلة عملية إعادة تشكيل التوازن بين أوكرانيا وروسيا والغرب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights