تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة ومخيم طولكرم، لليوم الثاني على التوالي، ملحقة دمارا واسعا في البنية التحتية وممتلكات المواطنين الفلسطينيين.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة والمخيم، حيث انتشرت آلياتها ودورياتها الراجلة “المشاة”، على مداخله وبين أزقته، ونشرت القناصة داخل البنايات العالية في محيط المخيم وضاحية “ذنابة”، وسط إطلاقها للأعيرة النارية بكثافة تجاه كل شيء متحرك.
وقامت جرافات الاحتلال بتجريف وتخريب للشوارع والبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والانترنت ما أدى إلى انقطاع تلك الخدمات عن أجزاء واسعة من المدينة والمخيم، في ظل تحليق مكثف للطائرات المسيرة في سماء المدينة والمخيم.
كما تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي والاسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف والطواقم الطبية، في الوقت الذي استولت على عدد من منازل المواطنين وحولتها الى ثكنات عسكرية في الحي الغربي للمدينة، بحسب وكالة ” قدس برس”.
واقتحم جنود الاحتلال العشرات من المنازل في مخيم طولكرم، وسط أعمال العربدة والتفتيش والتنكيل بالمواطنين وإخضاعهم للاستجواب، وتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، فيما أجبروا عدد من المواطنين على إخلاء منازلهم.
وفي سياق متصل، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال ضاحية “اكتابا” شمال شرق المدينة، ودفعت بتعزيزات عسكرية إليها، بعد تسلل قوة خاصة من جيش الاحتلال إلى المنطقة.
وشرعت قوات الاحتلال بمداهمة أحد المنازل، واعتقلت الشاب جهاد القزلي، عقب الاعتداء عليه بالضرب، كما اعتقلت المواطن سامر حسني أمين السعد، من المدينة، وعمران أبو أحمد من ضاحية “شويكة” شمال المدينة بعد دهم وتفتيش منازل ذويهم.
واستشهد فلسطينيان وأُصيب 4 آخرون أمس الاثنين في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية على مركبة فلسطينية قرب مخيم نور شمس شرق طولكرم.
بدوره، قال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة، إن المخيم يتعرض لعدوان همجي وبربري غير مسبوق، وتدمير البنية التحتية من شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والشوارع والبيوت السكنية والمحلات التجارية، وطرد عشرات العائلات من منازلها واستولى عليها بالقوة وحولها إلى ثكنات عسكرية.
كما اتخذت قواته من الفلسطينيين دروعا بشرية تحت تهديد السلاح، وفرض الحصار العسكري الخانق وعدم السماح لمركبات الإسعاف والدفاع المدني بالدخول إلى المخيم للقيام بدورهم الإنساني.
وناشد مؤسسات حقوق الإنسان كافة التدخل السريع لإنقاذ حياة سكان المخيم وخاصة المرضى وكبار السن والأطفال والنساء، داعيا المجتمع الدولي إلى الوقوف أمام مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية في وقف العدوان وحرب الإبادة والتجويع والتعطيش وسياسة هدم وتفجير البيوت التي ينتهجها الاحتلال والتي تتعارض مع القانون الدولي والإنساني.
وأعلنت كتائب المقاومة الفلسطينية في مخيم طولكرم، بأنها تخوض معارك عنيفة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي .
وقالت كتائب القسام في كتيبة طولكرم: إن مقاتليها يخوضون مع “سرايا القدس” و”شهداء الأقصى” معارك مع الاحتلال في مخيم طولكرم.
وأضافت: أن مقاتليها نصبوا عدة كمائن ضد الآليات الإسرائيلية وقوات المشاة التي حاولت التسلل إلى داخل المخيم من عدة محاور”، وإنها أمطرتهم “بزخات كثيفة من الرصاص المباشر محققين إصابات مؤكدة”.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، وسّع جيش الاحتلال والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، ما أسفر حتى ظهر الإثنين عن استشهاد 880 فلسطينيا، وإصابة نحو 6700، واعتقال 14 ألفا و 300 آخرين، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، ارتكبت قوات الاحتلال بدعم أميركي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.