حوارات

الباحث بكري عبدالرحمن: السودان أمام فرصة ثانية لوقف الحرب

حوار: أبوبكر أبوالمجد

استعرت الحرب في بلاد السودان العربية، وأصدقاء اليوم في صراع عسكري يبدو أنه لن يتوقف قريبًا؛ غير أن الباحث في الشؤون الإفريقية بكري عبدالرحمن، يحدوه الأمل ربما ذاك المنبعث من مفاوضات رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، في بورتوسودان، مع الفريق أول ركن، عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، والقائد العام للقوات المسلحة، ومساعيه الوساطة بيمه ومحمد حمدان دوقلو، نائب رئيس المجلس الانتقالي سابقًا، وقائد قوات الدعم السريع.

وبحث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، الذي وصل مدينة بورتسودان مع قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان سبل التوسط في النزاع القائم بين الجيش والدعم السريع في النزاع الذي استمر لأكثر من عام وأدى لمقتل الآلاف ونزوح الملايين.

وفور مغادرته أديس أبابا، أشارت مصادر إثيوبية إلى أن آبي أحمد يعتزم تقديم حلول على أرض الواقع بعد أن وصلت كل المحاولات الإقليمية والدولية إلى طريق مسدود.

ورافق رئيس الوزراء الإثيوبي وفد وزاري رفيع المستوى لإجراء مباحثات مع نظرائهم في الجانب السوداني بغرض تطوير وترقية التعاون في مختلف المجالات بين السودان وإثيوبيا.

ومن هذا الحراك انطلقنا لباحثنا لنعرض عليه الأسئلة في ظل حوار للأمة.

** كيف ترى الوساطة الإثيوبية؟

غداً سيترتب المشهد في أديس ابابا تحت إبط الاتحاد الإفريقي وقبل هذا اللقاء بيوم واحد يزور آبي أحمد بورتسودان، هذا يعني أننا سنرغب كل شخصين جلسا معًا داخل مبني الاتحاد فضلاً عن الهمز واللمز ومستوي الحضور وأسلوب الترحيب لنسّتخلص مشهد تطور المشهد السياسي والعسكرس القادم، والذي نرى فيه تقارب بين الإسلاميين والدعم السريع.

 

** هل من تقارب بين الإسلاميين والدعم؟

بالطبع.. الإسلاميون يغازلون الدعم السريع، وقدموا حُسن نوايا، ويوسف عزت ردّ بالتّرحيب علي هذه المساعي بتعليقه علي لقاء القاهرة الذي استوجب فيه ضرورة مشاركة الإسلاميين!

فالدعم السريع الذي وافق اليوم علي ضرورة مشاركة الحركة الإسلامية في مؤتمر القاهرة، ومن الواضح أنه غير مسرور بلقاء القاهرة وعاتب فيه “تَقّدُم”، هذا يعني مبدئياً هو مرحب بإشراك الحركة الإسلامية في لقاء أديس ابابا الذي تلعب فيه أميرة الفاضل دور كبير؛ ومع ذلك ننتظر ما يُفصِح عنه اللقاء، وهنا يجب الإشارة إلي ان العلاقات بين تقّدم والدعم السريع غير صحية هذه الأيام وهي في اسوأ حلاتها.

 

** ما أهم ما دار في لقاء اليوم بين آبي أحمد والبرهان؟

بالنسبة لأجندة اجتماع البرهان وآبي أحمد فهي مهمة، فالقطيعه بينهما طويله وتجاوزت العامين علي إثر اتهام أديس ابابا للجيش قبل عامين بدعمه مجموعة تغراي.

آبي أحمد ذكي يعلم أن بورتسودان يقع عليها ضغط إقليمي ودولي كبير، وتنفيس البرهان في هذه المرحلة مهم يضعه في دور المنُقذ، وعندما يضع آبي مستوي علاقته بتقدم والدعم السريع والإمارات الطرف الأكثر اتهاماً في هذه الحرب هذه نقطة جيدة يجب تفكيكها للإشارة بقرب الوصول لصيغة، وربما اقتطف الرجل وعد من البرهان، يتعلق بإشتراط إن فعلت كذا وكذا سأقبل!

 

** وما هو توقعكم للقاء اليوم؟

نرفع أعيننا حاليًا عن الشاشات، وسنتابع لقاء اليوم الذي يتأتي بعد لقاء قمة يتعلق بالحرب ابتداءً، ثم إن الدعم السريع يحظى بثقل تواجد كبير لقياداته السياسية بأديس ابابا، فالرسالة التي سينقلها آبي أحمد لهم ستُغير مشهد الأيام القادمه سياسيًا ولاحقاً عسكرياً، وبالتالي إن امتدح الدعم السريع قمة أديس ابابا اليوم، هذا يعني أن ما أشرنا إليه حدث بالفِعل “التواصل مع الإسلاميين”، وإن رفض دعمها هذا يعني أن رسالة اليوم التي نقلها آبي أحمد من البرهان كانت سلبية.

والإثنين، وصل نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الاثنين، إلى مدينة بورتسودان، في أول زيارة لمسؤول سعودي إلى السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل 2023.

ووصل الخريجي إلى المدينة الواقعة على ساحل البحر الأحمر، التي اتخذتها قادة الجيش السوداني، عاصمة إدارية بعد اندلاع الحرب، في زيارة تستغرق يوما واحدا.

وأجرى الوزير السعودي، مباحثات مع مسؤولين سودانيين، على رأسهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، تتعلق بعلاقات البلدين وتطورات الأزمة.

وكان “الوفد السعودي يحمل رسالة خطية من الديوان الملكي السعودي إلى البرهان”.

ولم تكشف المصادر عن فحوى وتفاصيل الرسالة.

وكان في استقبال الوزير السعودي بمطار مدينة بورتسودان، وزير الخارجية السوداني حسين عوض، وعدد من المسؤولين السودانيين.

ومع تفجُّر المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، طرحت السعودية، مبادرة لإيقاف الحرب، إذ وقع الطرفان في 11 مايو 2023، بمدينة جدة، اتفاقا ينص على “حماية المدنيين، والامتناع عن استخدام المرافق العامة والخاصة لأغراض عسكرية”.

لكن لم يتم تنفيذ الاتفاق، إذ يتهم كل طرف الآخر بعدم التنفيذ. في حين فشلت دعوات ومطالبات دولية وإقليمية في إعادة الطرفين إلى منبر جدة.

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير مؤكدة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى 150 ألفا، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كذلك، سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.

فهل يثمر الحراك السعودي المضفر اليوم بعودة أديس ابابا للوساطة بين المتصارعين؟

هذا ما ستسفر عنه ربما الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة.

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى