
تقدم الدكتور علي الصلابي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تعزية للشعب الباكستاني والأمة الإسلامية بوفاة المفكر الإسلامي الدكتور خورشيد أحمد (رحمه الله) جاء فيها:
قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
بكل خشوعٍ وتسليم لقضاء الله، وبقلوبٍ يعتصرها الحزن والأسى، نتقدّم بأحرّ التعازي إلى الشعب الباكستاني الشقيق، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء، في وفاة المفكر الإسلامي الكبير، الأستاذ الدكتور خورشيد أحمد، الذي وافته المنية اليوم في مدينة ليستر البريطانية، بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والفكر النقي، والعمل المخلص من أجل الإسلام وأمته. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
السيرة الذاتية للدكتور خورشيد أحمد
الاسم الكامل: الأستاذ الدكتور خورشيد أحمد (1932 – 2025م)
مكان وتاريخ الميلاد: ولد عام 1932 في دلهي، الهند.
الهجرة إلى باكستان: انتقل مع أسرته إلى باكستان بعد التقسيم، وهناك بدأ مشواره العلمي والدعوي.
المسيرة الأكاديمية:
حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي من جامعة ليستر بالمملكة المتحدة.
عمل أستاذًا في عدد من الجامعات الباكستانية والبريطانية.
شغل مناصب أكاديمية مهمة في مجال الاقتصاد والتنمية الإسلامية.
الدور الفكري والدعوي
كان أحد أبرز رموز الفكر الإسلامي المعاصر، وأحد تلامذة ورفقاء العلامة أبي الأعلى المودودي.
اشتهر بإسهاماته العلمية العميقة في الاقتصاد الإسلامي، النظام الاجتماعي في الإسلام، وبناء الرؤية الحضارية الإسلامية.
كتب وأشرف على عشرات الكتب والدراسات والمقالات التي تُدرّس في جامعات ومعاهد العالم الإسلامي.
أسس وأدار المؤسسة الإسلامية Islamic Foundation في ماركفيلد – بريطانيا، التي كانت من أهم مراكز الفكر الإسلامي في أوروبا.
المسار السياسي والخدمة العامة
كان نائبًا لأمير الجماعة الإسلامية في باكستان.
تولى عضوية مجلس الشيوخ الباكستاني، حيث دافع عن قضايا الأمة، وربط بين الفكر الإسلامي والسياسات العامة.
ساهم في بلورة السياسات الاقتصادية في باكستان من منظور إسلامي، وكان مرجعًا لكثير من المؤسسات الإسلامية والدولية.
الجوائز والتكريمات
نال جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية عام 1990، تقديرًا لإسهاماته في الفكر الاقتصادي الإسلامي وتطوير المؤسسات الإسلامية العالمية.
حصل على وسام الامتياز من الدولة الباكستانية، وعدد من الجوائز الأكاديمية من مؤسسات عالمية.
إرثه الخالد
الدكتور خورشيد أحمد لم يكن مجرد مفكر أو سياسي، بل كان منارة من منارات الإسلام المعاصر، جمع بين الفكر والموقف، بين القلم والميدان، وكان مثالًا في التوازن والاعتدال والتجديد المنضبط، وترك مدرسةً فكريةً متكاملة لا تزال تؤثر في الأجيال.
رحمك الله أيها الشيخ الجليل …
إنا لله وإنا إليه راجعون.
د. علي محمد الصلابي
16 شوال 1446ه/ 14 إبريل 2025م