الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسرين بالخرطوم

سيطر الجيش السوداني على جسر الحرية الذي يربط وسط الخرطوم بجنوبها، كما أكد قائد في الجيش السوداني أن القوات المسلحة السودانية سيطرت على جسر سوبا.
يأتي ذلك تزامنا مع انتشار قوات الجيش في منطقة السوق العربي بوسط العاصمة، في إطار عملياته المستمرة للوصول إلى القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع.
وتمكن الجيش مسنودا بسلاح الجو من الوصول إلى جسر سوبا الرابط بين الخرطوم ومنطقة شرق النيل واستعادته من قوات الدعم السريع.
و صرح قائد قوات درع السودان أبو عاقلة كيكل -الذي تقاتل قواته إلى جانب الجيش السوداني- بأن قواته سيطرت على قسم شرطة سوبا القريب من الجسر الرابط بين العاصمة الخرطوم ومنطقة شرق النيل.
وظهر كيكل في مقطع مصور من داخل قسم شرطة سوبا الذي يبعد نحو كيلومتر واحد عن الجسر الإستراتيجي، حيث دارت معارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فجر اليوم للمرة الثانية في محيط جسر سوبا.
ويقع جسر سوبا على النيل الأزرق جنوبي العاصمة الخرطوم، ويربط بين منطقتي سوبا “شرق وغرب”، وبين الخرطوم وشرق النيل، ويبلغ طول الجسم الخرساني للجسر 571 مترا، في حين يبلغ عرضه 27 مترا بـ3 مسارات في كل اتجاه.
وبدأ إنشاء الجسر في ديسمبر/ 2012، وتم تشغيله في يوليو/ 2017، وبلغت تكلفة إنشائه 40 مليون دولار.
وأطلق الجيش في 26 سبتمبر/ الماضي عملية عسكرية واسعة في مدن ولاية الخرطوم الثلاث عبر جسور النيل الأبيض والفتيحاب والحلفايا نحو أهداف قوات الدعم السريع، وسيطر على مواقع مهمة وسط الخرطوم، في تحول بارز.
وتربط 10 جسور رئيسية بين مدن العاصمة السودانية الثلاث -الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري- على النيلين الأزرق والأبيض ونهر النيل.
وترتبط الخرطوم مع شرق النيل بجسري سوبا والمنشية اللذين كانت تسيطر عليهما قوات الدعم السريع، كما ترتبط مع الخرطوم بحري بجسور النيل الأزرق والقوات المسلحة “كوبر” و”المك نمر”.
وتفصل الخرطوم عن أم درمان جسور النيل الأبيض والفتيحاب وجبل أولياء، في حين ترتبط الخرطوم بحري مع أم درمان بجسري الحلفايا وشمبات.
ويأتي التقدم الجديد للجيش السوداني في سياق نسقه الهجومي المتواصل منذ مدة، والذي حقق بمقتضاه مكاسب ميدانية وانتزع مساحات واسعة في الوسط والجنوب على حساب قوات الدعم السريع.
وقال اللواء الركن أسامة محمد أحمد عبد السلام، المدير الأسبق لمركز البحوث والدراسات الإستراتيجية للقوات المسلحة السودانية في تصريح للجزيرة نت، إن التفسير المنطقي للانتصارات المتتالية للجيش السوداني هو مسألة التحركات المتزامنة للجيش، والتي صاحبها أيضا ما وصفه بـ”انهيار كبير معنويا وعسكريا لهذه المليشيا” في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
وأضاف أن هناك عاملا آخر ساعد في تلك الانتصارات وهو أن الجيش عمل على تجفيف إمدادات قوات الدعم السريع من خلال تقطيع أوصالها، حيث باتت تلك القوات تتمركز في مناطق معزولة عن بعضها البعض، ولا يستطيع بعضها أن يمد البعض الآخر، فهناك قوة في جبل الأولياء، وقوة في شرق النيل، وقوة في قصر الجمهوري، وأخرى في جزر التوتي، وكل هذه القوات المتفرقة “تحت كماشة الجيش” وهي “كماشة” لن يفلت منها أحد حسب قوله، لأنه لا مهرب منها إلا عبر جسر جبل الأولياء، موضحا أن قوات الجيش الآن باتت على بعد كيلومترات قليلة جدا من السيطرة على هذا الجبل وهي خطوة إن تمت ستكون لما بعده في تسريع وتيرة إكمال تحرير الخرطوم، وفق قوله.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن بات الجيش يسيطر على 90% من مدينة بحري (شمال) ومعظم أنحاء مدينة أم درمان (غرب) و60% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي وتكاد تحاصرهما قوات الجيش، في حين لا تزال قوات الدعم السريع بأحياء شرقي المدينة وجنوبها.