د. عاطف نموس: قادة سوريا الجدد قادرون علي فرض الاستقرار وتجنب الفوضى
أكد السياسي والناشر السوري الدكتور عاطف نموس، قدرة قادة المرحلة الانتقالية في سوريا علي العبور بسوريا لبر الأمان، وتحقيق الاستقرار، مشيرًا إلي أن من خططوا لحرب تحرير سريعة خاطفة، وبأقل قدر من الخسائر وأنقذوا سوريا من النظام الأسدي المجرم، قادرون بدعم من الشعب السوري على بناء سوريا جديدة ،ينصهر فيها كل مواطنيها ،على قاعدة المساواة والحرية واحترام القانون. .
وقال في حوار له مع «جريدة الأمة الاليكترونية» إن حكومات الثورة الثلاث، والتي شكلت في إدلب وحققت نجاحات مذهلة، قادرة على تكرار نفس السيناريو في كل محافظات سوريا ،وقادرة كذلك علي سحق قوات قسد وقطع الطريق علي أية محاولات لنشر الفوضى ،وعرقلة نجاح الثوار في بناء سوريا جديدة.
ولفت نائب رئيس الجمعية العالمية للأكاديميين العرب، إلى إمكانية وجود تفاهم مع روسيا حول قواعدها في سوريا، بحيث لا يشكل وجودها العسكري أي تهديد للاستقرار في سوريا، لافتا إلى أن المراحل الانتقالية تجب إدارتها بعقلانية وتوازن، وعدم الدخول في عداء مع مكونات المجتمع، بل على العكس تغليب المصالح المتبادلة.
وشدد على أن ملف الجولان معقد وقديم، ويحتاج لوقت طويل للوصول لتسوية له، لافتًا إلى أن ما يجرى في الجولان والمنطقة العازلة، هدفها اشغال الثوار عن محاولات لبناء سوريا جديدة، وإشاعة أجواء من الفوضى وهو ما تنبه له الثوار جيدا.
الحوار مع السياسي والناشر السوري عاطف نموس، تطرق لقضايا عديدة ،سنعرضها بالتفصيل في السطور التالية.
♦ ما هو تصورك للفترة الانتقالية وما مدى قدرة فصائل المعارضة علي تجاوز الاختلافات فيما بينها والحفاظ علي وحدة سوريا واستقرارها؟
♦♦ الحمد لله أن من على سوريا بهذا النصر الكبير، وتحرير أرضها الغالية، وتخلص شعبها من النظام الأسدي البائد، وبدأت تفتح أبواب الحرية، ولكن هذه الأجواء الإيجابية، التي لا تنفي أن الثورة السورية، تمر حاليا بأصعب المراحل في تاريخها ،وهي المرحلة الانتقالية.
ولكن دعني أقول: إن قوة ردع العدوان، كما هيأت نفسها بشكل كبير للمعركة العسكرية، والتخطيط والتنفيذ لها بجدارة ويسر ودون خسائر، خططت كذلك للمرحلة التالية، بل إن هذه المعركة وجهت رسائل إنسانية وأخلاقية عالية جدا على الأرض، بالتعامل مع فسيفساء الوطن السوري.
مواقف ترامب هي من ستحدد بوصلة الأنظمة العربية من الثورة السورية |
ومن المهم الإشارة إلي أن ردع العدوان، التي تسلمت الحكم، قد أقامت بناء حضاريا راقيا ،ودربت جيلا يستطيع أن يدير هذه المرحلة بكل جدارة وقدرة، وهو ما ظهر في السابق ،في محافظة إدلب المحررة، شمال سوريا.
♦ كيف أمضت فصائل المعارضة السورية في إدلب هذه السنوات في ظل الأوضاع الهادئة نسبيا في هذه المحافظة؟
♦♦ قوى المعارضة السورية وقادتها لم يذهبوا للعيش في المخيمات، ليتباكوا على جراحهم، أو يبحثوا عن لقمة العيش ،بل تجمعت هناك الطاقات، حيث حرروا أرضًا لا يمتلك إدارتها إلا هم، ولا يحكمها إلا هم، وعاشوا تجربة لمدة 9أو 10سنوات، حيث انفجرت الطاقات الإبداعية رغم الضغوط الشديدة من قبل نظام الأسد البائد وحلفائه .
و حفزت هذه الضغوط هؤلاء للإبداع بأقصى قدر ممكن حيث تجمعت كفاءات على المستوى الصناعي ،وعلى المستوي الفكري والحضاري والسياسي والدبلوماسي وربما تقدم جامعة إدلب التي أساسها ثوار سوريا دليلا على ما تحقق من نجاحات، حيث أسهمت في تخريج طاقات وكوادر في جميع التخصصات وصنعت جيلا مدربا على كافة ما يتطلبه المجتمع ويلزم لتأسيسه وتطويره فضلا عن تشكيلهم 3حكومات متعاقبة في شمال سوريا المحررة.
♦ وماذا قدمت الحكومات الثلاث في إدلب؟
♦♦ إذا نظرنا إلي الخدمات التي قدمتها هذه الحكومات في إدلب، حيث نجد شوارعها نظيفة بشكل متساوٍ مع أرقي المدن العالمية، وكذلك سلاسة المرور والاهتمام بالنظافة حيث درجت حاويات القمامة المخفية التي لا تظهر علي سطح الأرض، لتعطي منظرًا جميلًا للمدينة.
وقدمت أيضًا الخدمات الكهربائية المنتظمة، دون انقطاع فضلا عن الأمن والأمان، وتوافر المواد الغذائية وكذلك وجود صناعات متقدمة بشكل يدل على أن هذه الأمور، تنم عن وجود استعدادات، قد خطط لها بشكل جيد.
♦ السقوط السريع وغير المتوقع لنظام الأسد يطرح تساؤلًا عن مدي استعداد القادة الجدد لحكم سوريا؟
♦♦ فيما يتعلق بقوى المعارضة الأخرى، فمن المؤكد أنها استعدت لهذه اللحظات، وهذا الفتح استعدادًا جيدًا منذ أكثر من عام ونصف أو عامين، وتمت دراسة كيف ستدخل فصائل المعارضة الكبرى التي انخرطت في عملية ردع العدوان، في المرحلة الانتقالية وهي أكثر انسجاما حيث بدأوا خلال الأيام القليلة الماضية كأنهم فصيلٌ واحدٌ.
ولم تعد هناك خلافات بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني، حتي أن أحد لم يبد أي اعتراض علي التأكيد بأن جميع الفصائل ستحل وسيتم تشكيل الجيش السوري الجديد، من الفصائل التي عملت علي الأرض.
♦ وماذا عن قوى المعارضة السورية التي لم تشارك في عملية ردع العدوان؟
♦♦ بعض قوى المعارضة السورية الموجودة في الخارج، وخصوصًا في بعض العواصم الأوروبية والعربية، ممن يطلق عليهم المتكئون على الأرائك والفنادق وكذلك من باعوا أنفسهم لبعض العواصم الغربية، وهؤلاء سيكون دورهم مرتبطا بمدى ولائهم لبلدهم سوريا وحبهم لوطنهم والجميع معروفون بهذا.
♦ رغم أجواء الفرح التي تسود المشهد السوري إلا أن هناك مخاوف من احتمال تكرار السيناريو هين المصري والليبي وتفريغ انتصار الثورة السورية من مضمونها وهو ما ظهر في اجتماع الأردن الأخير؟
لن نقع في الأخطاء التي ارتكبتها الثورات في مصر وليبيا وسنقطع رؤوس الفتنة |
♦♦ أجواء الفرح مستمرة وستستمر لكل الشعب، ولكن قادة العملية الانتقالية الذين أسقطوا الأسد، وبدأوا يديرون العملية الانتقالية بمنتهى الدقة والقوة، بل استفادوا من الأخطاء التي وقعت فيها التجربة المصرية حتى قبل أن يتمكنوا من تحقيق الانتصار على الأسد .
وكذلك كانت لثوار سوريا ملاحظات على الثورة الليبية، التي ينظر لها السوريون، باعتبارها تجربة مأساوية حيث استفادوا من هذه الأخطاء ويعملون بقوة على تجاوزها.
♦ ما تقييمك لما جري في الأردن ومحاولات فرض نوع من الوصاية علي ثوار سوريا؟
♦♦ اجتماع الأردن الذي ضم دولًا عربية وتكتلات هنا وهناك معمول حسابه لأقصي الحدود، حيث لا يتوقع خيرًا من معظم من شاركوا في الاجتماع، باعتبار أن معظمهم دول وظيفية، وربما يتلقون تعليمات من عواصم القرار تغير مواقفهم بالكلية.
الأنظمة المشاركة في اجتماع الأردن وظيفية وحكام سوريا الجدد متنبهون لمؤامراتهم |
♦ ماذا عن تركيا التي يعتبرها البعض ضامنا للقوى الجديدة في سوريا أو داعمة لها؟
♦♦ رغم أن تركيا من أكثر الدول التي دعمت ثوار سوريا، ولكن علينا أن نضع في اعتبارنا ذلك أن نظام الحكم السوري الجديد عندما تحرك لردع العدو، وإسقاط الأسد لم يستشر أحدًا، وكانت تحركاته ذاتية بحتة، وهذا لا يمنع من وجود تنسيق وترتيب على المستوى السياسي المحلى والدولي.
♦ كيف نظرت لتصريحات ترامب حول الصلات بين حكام سوريا الجدد وتركيا؟
♦♦ ما قلته ينسجم مع سمعناه اليوم من كلمات ترامب من أن الذين تسلموا الحكم في سوريا يتمتعون بصلات جيدة مع تركيا التي بنت جيشا جيدا بل أردف: هنا لا يخاف على حلفاء تركيا .
وربما تعطيك هذه الكلمات ضوءًا أخضر بسيطا، أن الأمريكان وهم سادة دول المنطقة مرتاحون للتطورات الأخيرة في سوريا بشكل سيقطع طريق المتآمرين على الثورة السورية مهما فعلوا ومهما مكروا.
رفع علم الحرية فوق السفارة في واشنطن ستكون له تداعيات قوية في عواصم الثورة المضادة |
♦ ما تتحدث عنه قد تكون بشائره قد بدأت مع رفع علم الثورة السورية فوق سفارة دمشق في واشنطن؟
♦♦ رفع علم الحرية السوري الأخضر علي السفارة السورية في واشنطن، وقبول الأمريكان بهذا الأمر، له مدلول واحد أن هذا العلم سيرفرف قريبًا في جميع العواصم العربية.
♦ في هذا السياق كيف تفسر حالة القلق التي يبديها النظام المصري تجاه انتصار الثورة السورية؟
♦♦ النظام المصري هو الأكثر قلقًا من انتصار الثورة السورية، حيث يدرك أنه لم يحكم سيطرته علي مصر بشكل تام، ويدرك كذلك أن علاقاته مع الشعب المصري المسلم المحب للانفتاح والحرية شديدة السوء، وربما يخشى حكام القاهرة، أن تكون مصر هي المحطة الثانية، بعد سقوط النظام الأسدي المجرم.
♦ هناك صعوبةٌ شديدةٌ لفهم أسباب انهيار جيش الأسد وانسحابه من المشهد بدون مواجهةٍ قويةٍ مع الثوار.. فما تفسيرك لهذا الانهيار؟
♦♦ الإعداد للمعركة، كان يتطلب من هيئة العمليات معرفة نقاط الضعف الكبيرة للجيش الأسدي، لاستغلالها لتحقيق الانتصار في أسرع وقت، وهو ما ارتبط بمتغيراتٍ دوليةٍ مثل طوفان الأقصى، وفشل النظام الدولي في ردع إيران عن دعم روسيا بالطائراتِ المسيرةِ ضد أوكرانيا.
3 أسباب تكشف أسرار انهيار جيش الأسد وإجباره على الهروب لروسيا |
وقد أثار هذا استياءً كبيرًا لدي أمريكا وحلفائها الغربيين، وكذلك الكيان الصهيوني من محاولات النظام الإيراني تغيير ولاءاتِهِ، وبالتالي يجب تقليم أظافر هذا النظام بشكلٍ فوريٍ، وهو وحلفائها ووكلائها بالمنطقة؟
وهنا يجب أن نضع في اعتبارنا، أن من كانوا يدعمون نظام الأسد هم المتوحشون الإيرانيون وأذرعهم التي لا تعرف أي ولاء عربي أو إسلامي، وفي مقدمتهم حزب الله، الذي انهار، ونتنمى له الزوال، وكذلك الفاطميون والزينبيون والحشد الشعبي بالعراق، حيث بدأ بكسر الأذرع الإيرانية والقضاء عليها.
وأيضًا يجب أن نضع في اعتبارنا، المتاعب التي يواجهها النظام الروسي، في ظل الحرب في أوكرانيا، وهنا أصبح النظام السوري في مرحلة لا يستطيع الدفاع عن نفسه وهوما استغلته القوى الثورية وتقدموا بخطى ثابتة .
♦ لكن لماذا لم يستنجد الأسد بحلفائه وفضل الهروب؟
♦♦ لقد حاول الأسد -مجددًا- اللجوء للروس والإيرانيين، ولكن كان الانهيار اسرع، لدرجة أن كثيرًا من قادة العمليات قالوا إنَّ الانتصار وقع دون إطلاقِ طلقةٍ واحدةٍ كأننا انتصرنا بالرعب ولهذه الأسباب انهار نظام الأسد.
♦ هناك مخاوف شديدة من إمكانية توظيف قوات «قسد» من قبل واشنطن وتل أبيب كخنجر في خاصرةِ الثورةِ السوريةِ.. كيف تتعامل قوى المعارضة مع هذه المخاوف؟
♦♦ «قسد» بالنسبة لأمريكا، مجرد جيش مرتزق مهمته حماية منابع النفط السورية وأهداف أخرى، مقابل تكاليفَ قليلةٍ للغاية، وبالتالي فقوات المرحلة الانتقالية قادرة علي إلحاق الهزيمة بهم وطردهم من أهم معاقلهم، ومنها منطقة «دير الزور»، هو ما ظهر بقوة في استيلاء قوات الثورة السورية، على بعض آبار النفط السورية، ودحر قواتها والاتجاه بهم إلى شريطٍ ضيقٍ ومعزولٍ في الرقة والقامشلي.
قادرون على سحق مرتزقة قسد والقلق من خطرهم مبالغ فيه |
وهنا يجب أن ندرك الأزمات الكبيرة بين تركيا وقوات «قسد»، باعتبارها مرتبطة مع حزب العمال الكردستاني، وعندما هُزِمَتْ قوات «قسد» في دير الزور وانسحبت بعض كتائب المضادات الجوية الخاصة بهم، تم استهدافها من قبل المقاتلات التركية.
وبالتالي فالقلق من «قسد» ليس كبيرًا، خصوصا أنه تم حصارها في شريطٍ ضيقٍ وزاويةٍ قريبةٍ من الحدود التركية و هي خاضعة لنفوذ سيطرة حكام سوريا الجدد القادرين علي دحرها وإلحاق شرِّ هزيمةٍ بها.
ويجدر بنا هنا كذلك القول :إن ما تتمتع به القوات التركية من حرية حركة في هذا الشريط، سيضيق الخناق على هذه الميليشيات، ويضعها بين فكي كماشة، ويقضي على أية قدرة لها علي تشكيل أي إزعاج لثوار سوريا.
♦ مشكلة القواعد الروسية من الأزمات التي يتعين على القوي السورية في مرحلة ما بعد الأسد كيف يمكن التعامل مع هذا الملف؟
♦♦ بالنسبة للقواعد الروسية، فقد تعهد الروس بنقل قواتهم وآلياتهم ومقاتلاتهم الي قاعدة «حميميم»، وقد رصدت المراقبة الجوية الأجواء السورية انتقال هذه القوات، بحسب المتفق عبر طائرات الشحن الجوي، حيث يطالب الروس بأن يكون لهم وجود رمزي في الأراضي السورية، مقابل تعهدات بالحفاظ علي علاقات مستقرة وهادئة بين البلدين.
قد نقبل وجودًا روسيًا محدودًا في سوريا وموسكو مستعدة لتقديم تنازلات |
بل إن هناك تسريبات، تشير لاستعداد روسي لتسليم عدد من الضباط السوريين المحسوبين علي الأسد، خصوصًا إذا سمح لهم يتواجد معين في سوريا لا يشكل أي تهديد للاستقرار والأمن في سوريا، خصوصًا إذا تلقت دمشق ضماناتٍ دوليةً بذلك.
لذا يجب التركيز هنا علي مصالح سوريا العليا، وأن المراحل الانتقالية يجب أن تدار بشكلٍ متوازنٍ، بدلا من معاداة الجميع والبحث عن نقاط التقاء المصالح، وتعزيزها والبناء عليها بشكل يحقق المصالح المتبادلة.
♦ يعد ملف هضبة الجولان السورية أيضًا من الأزمات السورية المعقدة، فما تصوركم للتعامل مع هذا الملف وهل يمكن تقديم تنازلات في هذا الملف سعيًا لتأمين الدعم الدولي للمرحلة الانتقالية؟
♦♦ ملف الجولان الشائك القديم، الذي سيطر عليه الاحتلال، بعقد تمليك أو ايجار طويل الأمد، وقعه المقبور حافظ الأسد، مع الكيان الصهيوني، ولذلك فقد تحركت قوات الكيان واخترقت المنطقة العازلة، وذلك لإثارة قلاقل لحكام سوريا الجدد في المرحلة الحرجة.
قضية الجولان تحتاج لسنوات لحلها والتحرشات الإسرائيلية هدفها نشر الفوضى وإفشال المرحلة الانتقالية |
وهذه حيلة تلجأ إليها القوي الاستعمارية دائمًا خلال المراحل الانتقالية، فانظر ما فعله الفرنسيون بعد نجاح الثوار الجزائريين في إخراجهم، حيث أثاروا قضية الصحراء الغربية، بواسطة جارتهم المغرب، لإشغال الثوار الجدد عن بناء بلادهم، خصوصًا أنهم لم يتمكنوا بعد من بسط سيطرتهم ونفوذهم بشكل كامل على الداخل الجزائري، وهكذا يعيد التاريخ نفسه.
♦ في هذا السياق ما تصوركم لتسوية هذه المشكلة؟
♦♦ مشكلة الجولان ستأخذ وقتا طويلا، لحل هذا الملف الشائك، ولكن الأزمة في الجولان حاليًا هي محاولة للفت الأنظار عن نجاح الثورة، ومحاولات إشعال الحكومة الانتقالية في قضايا جانبية.
وبالتالي عدم التمكن من مواجهة المشكلات الداخلية وإفشال مهمة الحكومة الانتقالية وإشاعة أجواءٍ من الفوضى وحكام سوريا الجدد أوعى من ذلك بكثير، وسيتعاملون مع بعض التحرشات الصهيونية، بحكمة حتي يتمكن الثوار، من إحكام السيطرة على الملفات الداخلية، وإعادة الاستقرار لسوريا، وهذه وجهة نظر تحليلية، ولكنها قد تلتقي مع وجهة النظر الرسمية.
♦ تصوركم لمستقبل سوريا في ضوء هذه التصورات ومدي قدرة قوي المعارضة والفصائل علي الخروج بسوريا من النفق المظلم؟
♦♦ سوريا الجديدة دعني أشبهها بإدلب العز ، فثوار سوريا وطوال السنوات الماضية نجحوا في تحويل إدلب هذه المدينة الزراعية الصغيرة في الشمال السوري إلي تجربة مزدهرة، تضاهي بعض المدن الكبيرة.
وخلال الأيام الماضية زارني وفد بريطاني في إسطنبول، حيث كان هذا الوفد يتحدث بتهكم عن الوضع في شمال غرب سوريا، لكني قلت لهم لا أريد آراءكم من بعيد، لكن عليكم زيارة إدلب، والحكم عليها من الداخل وهو ما تحقق بالفعل
وبعد الزيارة قال رئيس الوفد: لو تركت إدلب خمس سنوات فستكون في وضع أفضل من دبى فما حدث من حكومة إدلب خلال الأعوام من 2016حتي 2024 مذهل فجامعة إدلب الرسمية تضم 26 ألف طالب ناهيك عن العديد من الجامعات الخاصة.
حكومة البشير قادرة على تعميم تجربتها الناجحة في إدلب لكل أرجاء سوريا |
♦ وماذا عن المجالات الأخرى هل تحقق نفس النجاح؟
♦♦ النجاحات الكبيرة تحققت على مستوي الصناعات المدنية والعسكرية، حيث نجحت المصانع في إنتاج الطائرة المسيرة «شاهين»، بأجيالها الأربعة، حيث كانت هذه المسيرة هي سلاح الرعب في تحرير سوريا، فضلًا عن وجود صناعة سيارات وفق معايير عالمية.
وكذلك بعض المصانع الكيماوية مثل الأدوية والبلاستيك والصلب وبعض مصانع الألومنيوم ناهيك عن أسواق متقدمة وطرق ومرور منتظم.
وخلال خمس سنوات فقط سنرى سوريا جديدة كما رأينا إدلب المزدهرة وخلال هذه الفترة سنرى دمشق جديدة.. دمشق التي تغني بها الشعراء في السابق.. دمشق التي زارها رئيس وزراء ماليزيا السابق عام 1970 مهاتير محمد وقال: «اتمني أن تكون كوالالمبور كدمشق»
ولكن في هذا العام وصل الأسد النافق للحكم، وجعل دمشق في ذيل المدن، وتأخرت سوريا، وانطلقت ماليزيا، ولكن حكومة الثورة قادرة بدعم السوريين الي إعادة دمشق، لتكون درة العواصم ونعيد ما قاله امير الشعراء احمد شوقي، حول عاصمتنا:
آمنت بالله، واستثنيتُ جَنَّتَهُ ♦♦ دِمَشْقُ رَوْحٌ، وجَنَّاتٌ، ورَيْحان