الطبيب “الزهراوي” مؤسس طب الجراحة
في مثل هذا اليوم 8 رمضان 427هـ .. تُوُفي أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي، أحد أعظم الجراحين والأطباء العرب والمسلمين الذين عاشوا في الأندلس، والذي يُلقّب بأبي الجراحة الحديثة في التاريخ البشري كله، حيث إنّ له العديد من الإنجازات والابتكارات في المجالات الطبية والعلمية التي ساهمت في نهضة العالم، وبقي أثرها حتى يومنا هذا، كما أنّه كتب العديد من الكتب أهمها كتاب: (التصريف لمن عجز عن التأليف)، وهو الكتاب الذي يتكوّن من 30 مجلدًا، ويُعتبر موسوعة طبية بحدّ ذاتها، وبعض اختراعاته ما زالت مستخدمة حتى يومنا هذا.
وُلد الزهراوي في مدينة الزهراء، ولكن أصوله ترجع إلى أرض الحجاز، وقد عاش في مدينة قرطبة، وفيها درس ومارس الطب والجراحة، وقد تمت الإشارة إلى اسمه في كتابات “ابن حزم” الذي صنّفه على أنّه واحد من أعظم أطباء الأندلس، وقد قام الحميدي بكتابة سيرة الزهراوي في كتابه: (جذوة المقتبس في ذِكر علماء الأندلس)..
لم يكن الزهراوي جرَّاحًا ماهرًا فحسب، بل كان حكيمًا ذا خبرة واسعة، وقد أفرد قسمًا مهمًّا من كتابِه: (التصريف لمن عجز عن التأليف) لأمراض العين والأذن والحنجرة، وقسمًا مهمًّا لأمراض الأسنان واللثة واللسان، وأمراض النساء، وفن الولادة، والقبالة، وبابًا كاملًا للجبر، وعلاج الفك والكسر.
وكان أثرُ الزهراويِّ عظيمًا في أوروبا، فقد تُرجِمَت كُتُبه إلى لغات عديدة، ودُرّست في جامعات أوروبا الطبِّية، واقتفى أثرَه الجرَّاحون الأوروبيُّون، واقتبسوا عنه، حتى إنه في كثيرٍ من الأحيان انتحَلوا بعض اكتشافاتِه من دون أن يذكروه.