الأمة: رحب مركز “العودة الفلسطيني” (مستقل مقره لندن)، بما وصفه بـ “التغيير السياسي الكبير الذي شهدته سوريا مؤخرا مع نهاية حكم بشار الأسد”، واعتبرته “تطور يحمل أملا متجددا للاجئين الفلسطينيين المقيمين هناك منذ النكبة” عام 1948.
وأوضح “العودة” في بيان له، تلقته “وكالة قدس برس” اليوم الخميس، أنه “منذ عام 2011 (اندلاع الثورة السورية) كان اللاجئون الفلسطينيون في سوريا من بين الفئات الأكثر تضرراً جراء الأزمة.
حيث أودت الحرب بحياة ما لا يقل عن 4 آلاف و 300 فلسطيني، وتركت الآلاف منهم معتقلين أو مفقودين”.
وأضاف “لقد تعرضت المخيمات الفلسطينية، التي كانت رمزاً للصمود، إلى دمار هائل بسبب العنف والاستهداف، إضافة إلى التضييق الاقتصادي والفساد المنهجي. ومع ذلك، وقف اللاجئون الفلسطينيون والسوريون معاً على مدى هذه السنوات، مجسدين روح الوحدة والنضال المشترك” على حد تعبير البيان.
ورأى مركز “العودة” أن نجاح الثوّار السوريين في خلع نظام الحكم بأنه “لحظة حاسمة تشكل فرصة فريدة لضمان العدالة والكرامة للاجئين الفلسطينيين في سوريا”.
وقال بالصدد هذا “إن وقف الأعمال العسكرية وإزالة الأنظمة الفاسدة يمهدان الطريق لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة وضمان الوصول إلى الخدمات المدنية الحيوية، التي تعد أساساً للحقوق المدنية والقانونية للاجئين”.
ودعا مركز “العودة الفلسطيني” في بيانه “سلطات سوريا الجديدة إلى الالتزام بتطبيق القانون 260 لعام 1956 الذي يساوي الفلسطيني بالسوري في كافة الحقوق والواجبات، باستثناء حقي الترشح والانتخاب، والعمل على تطوير التشريعات الخاصة بتوثيق العلاقة الأخوية بين الشعبين الشقيقين”.
وطالب المجتمع الدولي “اتخاذ إجراءات فورية ومنسقة لحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وإعادة بناء مخيماتهم، ومحاسبة المسؤولين عن معاناتهم”.
وأشار مركز “العودة” إلى أنه “لطالما سلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا في مجلس حقوق الإنسان وغيره من المنصات الدولية…
وكشف المركز تدمير المنازل والتهجير القسري والحرمان المنهجي من الخدمات الأساسية، بينما دعا باستمرار إلى حماية البنية التحتية المدنية التي يعتمد عليها اللاجئون الفلسطينيون”.
ويتجاوز تعداد اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، نصف مليون لاجئ، ويتوزعون على ست محافظات، إلا أن الكتلة الأكبر من اللاجئين توجد في دمشق وتحديدا في مخيم اليرموك جنوب العاصمة، الذي صنف بأنه أكبر مخيم للجوء الفلسطيني.
ومع اندلاع الثورة السورية وجد الفلسطينيون اللاجئون في سوريا أنفسهم في قلب الأزمة، التي انعكست تداعياتها عميقا عليهم قتلا وتهجيرا واعتقالا وتشريدا،
وتراجعت أعداد الذين يقيمون منهم في مخيمات اللجوء إلى حد بعيد، وبدأ الكثيرون منهم رحلة نزوح ولجوء جديدة.
وأطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عملية “ردع العدوان” انطلاقا من إدلب وحلب، ثم حماة وحمص شمالا وصولا إلى دمشق التي دخلتها فجر يوم الأحد 8 كانون أول/ديسمبر الجاري، معلنة سقوط نظام الأسد الذي استولى على حكم البلاد لأكثر من نصف قرن.