“الفايننشيال تايمز”: هكذا كرست حرب غزة القطيعة بين بايدن وأوباما
اعتبر الكاتب الصحفي إدوارد لويس في “الفايننشيال تايمز” الصدع غير المتوقع الذي كشفت عنه أزمة إسرائيل وغزة انعكاسا للخلاف السلبي بين جو بايدن وباراك أوباما.
أوضح المساعدون السابقون لأوباما أنهم لا يوافقون على كيفية تعامل الرئيس السادس والأربعين مع إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر إذا كان أوباما في البيت الأبيض، فإن الولايات المتحدة ستضع شروطا على المساعدات العسكرية لإسرائيل وتجهر بإخفاقات بنيامين نتنياهو الفظيعة.
وعاد كاتب المقال الذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية للقول :بالنسبة لبايدن؛ فقط من خلال معانقة إسرائيل يمكن لأمريكا ممارسة النفوذ على أفعالها بدون احتضان بايدن لبيبي، لن يكون هناك وقف مؤقت لإطلاق النار أو تبادل رهائن بالسجناء أو المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة.
وعادل الكاتب للقول بغض النظر عن الإيحاء المزعج بأن بيبي يحتاج إلى لي ذراعه للسماح بالإغاثة الإنسانية في الوصول، لست متأكدا من أن مؤيدي بايدن مقنعون بهذه الحجة. فقد حوالي 15000 من سكان غزة حياتهم، وفقا للسلطات الصحية في القطاع الذي تسيطر عليه حماس. حتى لو كان 3000 من هؤلاء من مقاتلي حماس، فإن هذا لا يزال حصيلة عالية لا يمكن تصورها (أي ما يعادل أكثر من 250،000 مدني بريطاني، أو 1.3 مليون أمريكي).
وتساءل كاتب المقال :كيف يمكن لأي نوع من التسوية السياسية “اليوم التالي” أن يكون ممكنا بعد ممارسة القتل على هذا النطاق؟ ثم مرة أخرى، لست متأكدا من أن الأعضاء السابقين في فريق أوباما يفوزون بالحجة أيضا.
وأضاف ليس الأمر كما لو أن انتقادات أوباما لنتنياهو كان لها أي تأثير عندما كان رئيسا. على العكس تماما؛ استمرت المستوطنات الإسرائيلية في التوسع وكسر نتنياهو كل البروتوكولات الدبلوماسية من خلال إلقاء خطاب أمام الكونغرس الأمريكي يهاجم صفقة أوباما النووية الإيرانية عندما كان في خضم التفاوض عليها.
واستدرك ادوارد لويس :اترك إسرائيل جانبا للحظة. وجهة نظري هي أنه لا يوجد الكثير من الود بين أوباما وبايدن. لولا حقيقة أن دونالد ترامب جاء بين رئاستهما، لكنا نركز أكثر على ما يقسم هذين الرجلين. بعضها شخصي.
إذ شعر بايدن بعدم الاحترام كنائب للرئيس. تم تجاهل نصيحته بشكل روتيني. لم يفعل موظفو أوباما الكثير لإخفاء أنهم رأوا بايدن كشخص يجب التسامح معه، بدلا من التفاهم معه. كان من جيل مختلف وتعلم سياسته في عصر يبدو أنه فقد أهميته. شعر بايدن بالإهانة.
وبحسب الصحيفة ظهر الخلاف بينهما في اوجه وتوج الاحتكاك بينهما بتفضيل أوباما لهيلاري كلينتون على بايدن في عام 2016 على الرغم من حقيقة أنه قدم ثماني سنوات من الخدمة المخلصة.
إذ اعتقد أوباما أن هيلاري كانت أفضل تجهيزا للفوز بالانتخابات والحفاظ على إرثه. كلنا نعرف كيف انتهى ذلك. يمكن القول إن كلا من أوباما وهيلاري خسرا أمام ترامب منذ أن كان ينظر إليها على أنها رئيسة يمكنها هزيمة ترامب.
وافادت لويس في اشارته لغياب الود بين أوباما ووبايدن بالقول :بعض احتكاكهم سياسي أيضا. إذا قارنت سجل السياسة الخارجية لأوباما بما يفعله بايدن، فغالبا ما يكونان على طرفي نقيض إذ ضاعف أوباما من وجود أميركا بأفغانستان مع زيادة قواتها؛ انسحب بايدن بشكل متسرع في عام 2021.
وكذلك رد أوباما بشكل ضعيف على ضم فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم؛ بايدن فعل كل شيء من أجل أوكرانيا. تحدث أوباما عن محور آسيا؛ بايدن حول الأقول لأفعال. كان أوباما يكره نتنياهو؛ يقول بايدن إنهما صديقين لأكثر من 30 عاما “منذ أن كان بيبي موظفا في سفارة واشنطن الإسرائيلية وبايدن عضو مجلس الشيوخ الشاب”. “بيبي، أحبك” قال بايدن.
وعن تأثير هذا الخلاف علي الحزب الديمقراطي وحظوظ الحزب في الاستحقاقات المهمة بالقول هل أي من هذا مهم في نهاية المطاف؟ بعد انتهاء حرب غزة، أعتقد أن هذا الانقسام سيزداد سوءالاسيما التقارير عن المعارضة لموقف بايدن الإسرائيلي من داخل إدارته، وغضب الكابيتول هيل والموظفين الديمقراطيين. هناك شرخ حقيقي داخل الحزب الديمقراطي، والذي يمر أيضا داخل إدارة بايدن.
ويعود هذا الانقسام وفقا للويس إلي ما اطلق عليه قاعدة جيلية إلى حد كبير فمن غير الممكن أن يوافق الديمقراطيون الأصغر سنا على استراتيجية بايدن أكثر من الديمقراطيين الأكبر سنا. ينعكس هذا أيضا في استطلاعات الرأي. مع استمرار هذه الحرب، وعندما تتحول عملية جيش الدفاع الإسرائيلي إلى جنوب غزة، من المرجح أن يصبح هذا الانقسام بين الأجيال أعمق. بالمعنى الحقيقي جدا، ويتم تجسيده في فكري بايدن وأوباما.
وفي النهاية خلصت الصحيفة البريطانية الشهيرة للقول :من الصعب للغاية تخيل كيف تخرج إسرائيل من مأزقها، حتى لو تم طرد نتنياهو. يجب هزيمة حماس ولكن في هذه العملية سيموت العديد من المدنيين. هل هناك أي احتمال واقعي آخر؟ في هذه الظروف، من الصعب أن نرى كيف ستضيق فجوة جيلي الديمقراطيين.