المقاومة الإيرانية تطلب ألمانيا بإغلاق سفارة نظام الملالي ببرلين
رحب مكتب تمثيل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ألمانيا بإغلاق ثلاث قنصليات للنظام الإيراني في ألمانيا من قبل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك.
واعتبر المكتب في بيان له اغلاق القنصليات الثلاث خطوة ضرورية يجب أن تتبعها دول أوروبية أخرى، وتكملها إجراءات أخرى، منها إغلاق سفارات النظام ومراكزه غير الرسمية، وتصنيف حرس النظام ووزارة المخابرات ككيان إرهابيين، وطرد عملائهما ومرتزقتهما، ومحاسبة قادة النظام.
اوضح المكتب أن هؤلاء القادة والمؤسسات مسؤولون بشكل مباشر عن تنفيذ إعدامات بحق آلاف من السجناء السياسيين داخل إيران، وعمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية، وإشعال نار الحروب والقتل في المنطقة.
واشار المجلس الي انه لا ينبغي تأجيل هذه التدابير إلى حين صدور قرار جماعي من الاتحاد الأوروبي، ويمكن للحكومة الألمانية أن تأخذ زمام المبادرة في تبنيها.
ومضي البيان للقول :على مدى عقود، استغل النظام الإيراني وسائل مختلفة بما في ذلك الإرهاب واحتجاز الرهائن، والتنازلات الاقتصادية، فضلا عن شبكة من الخبراء الزاعمين “للاستقلال” لاحتجاز السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء رهينة، ما منع تنفيذ سياسات حازمة. واليوم، أدت هذه السياسة إلى كارثة، وآن الأوان لتبني سياسة حاسمة وشاملة، كما دعت إليه المقاومة الإيرانية باستمرار
وفي نفس السياق دعت ألمانيا مواطنيها المقيمين في إيران إلى مغادرة البلاد، محذرةً من مخاطر احتجازهم كرهائن. وأصدرت وزارة الخارجية الألمانية، يوم الجمعة الموافق اول نومبر، بيانًا رسميًا جاء فيه أن “المواطنين الألمان في إيران يعرضون أنفسهم لخطر الاحتجاز المحتمل من قبل الجمهورية الإسلامية”.
وقد جاء هذا التحذير في أعقاب إعدام جمشد شارمهد، وهو مواطن ألماني-إيراني مقيم في الولايات المتحدة، على يد السلطات القضائية الإيرانية في يوم ۲۹ اکتوبر. وبدورها، اتخذت ألمانيا قرارًا بإغلاق جميع القنصليات الإيرانية الثلاث داخل حدودها، كما مددت حظر السفر على مواطنيها الراغبين في التوجه إلى إيران. وأوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن هذا التوجيه يأتي للحيلولة دون وقوع مواطنين ألمان آخرين في ذات المصير الذي واجهه شارمهد.
وتعود تفاصيل قضية شارمهد إلى أربع سنوات مضت، عندما كان في رحلة عمل من الولايات المتحدة إلى الهند. وفي أغسطس ٢٠٢٠، اختُطف من فندق بمطار دبي في الإمارات على يد عناصر من الاستخبارات الإيرانية، وذلك أثناء فترة توقفه وسط جائحة كوفيد-١٩.
وبعد عدة أيام من اختفائه، أعلن وزيرالمخابرات الإيراني في حكومة حسن روحاني حينها عن نقل شارمهد إلى إيران، حيث أُدين لاحقًا بعقوبة الإعدام.
وقد أعربت الحكومة الألمانية عن إدانتها الشديدة لإعدام شارمهد، مشددةً على أنها لن تتسامح مع أي استهداف إضافي لمواطنيها. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية تصميم ألمانيا على حماية مواطنيها من نتائج مشابهة، قائلاً: “تسعى ألمانيا إلى منع تعرض مواطنيها الآخرين في إيران لمصير مماثل”.
وقد تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإيران في الأسابيع الأخيرة، مما دفع ألمانيا إلى حث رعاياها على مغادرة إيران فورًا. كما دعت ألمانيا حلفاءها الدوليين إلى إدانة هذه التصرفات، والضغط على الحكومة الإيرانية لحثها على احترام المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
واعتبر مراقبون قرار ألمانيا بإغلاق القنصليات الإيرانية موقفًا دبلوماسيًا حاسمًا، يحمل رسالة مفادها عدم التسامح مع أي استهداف محتمل للمواطنين الألمان. وتراقب وزارة الخارجية الألمانية الوضع عن كثب، وتعمل على ضمان أن يكون المواطنون الذين يختارون البقاء في إيران على دراية كاملة بالمخاطر المتزايدة