الميكروبيوم.. أمل جديد في علاج مرض كرون
![](https://alomah.net/wp-content/uploads/2025/02/image-2025-02-12T071611.714-780x470.jpg)
التغذية المعوية كخيار علاجي فعّال
يُعد النظام الغذائي السائل الخاص، المعروف بـالتغذية المعوية، من العلاجات الأساسية لمرض كرون، حيث يعتمد المرضى عليه بشكل كامل لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 أسابيع، مع تجنب الأطعمة الصلبة تمامًا. ورغم فعاليته الملحوظة في تحسين الأعراض، إلا أن الآلية الدقيقة وراء نجاحه لم تكن واضحة سابقًا.
دراسة ألمانية تفك شفرة العلاج الغذائي
تمكن باحثون من الجامعة التقنية في ميونيخ (TUM) ومستشفى جامعة لودفيغ ميونيخ من تحديد كيفية تأثير التغذية المعوية على ميكروبيوم الأمعاء، مما يعزز من فعاليتها في تقليل الالتهابات وتحسين صحة الجهاز الهضمي. بناءً على هذه النتائج، أطلق الفريق الطبي دراسة سريرية تهدف إلى دمج العلاج الغذائي مع نقل الميكروبيوم البرازي، بهدف تعزيز استجابة المرضى وإطالة فترة التحسن.
الميكروبيوم ودوره في علاج مرض كرون
أوضح البروفيسور ديرك هالر، أستاذ التغذية والمناعة بجامعة ميونيخ التقنية، أن الأحماض الدهنية متوسطة السلسلة في النظام الغذائي تؤثر إيجابيًا على بعض بكتيريا الأمعاء النافعة، مما يساعد في تقليل الالتهاب وتحسين بيئة الأمعاء. وقد أظهرت التجارب المخبرية باستخدام نموذج معوي اصطناعي نتائج واعدة، حيث لم يظهر أي التهاب لدى الفئران التي نُقل إليها الميكروبيوم المكيف.
زرع الميكروبيوم.. تقنية جديدة لتعزيز العلاج
يعمل الفريق البحثي حاليًا على دراسة سريرية لاستكشاف فعالية هذه الآلية لدى البشر. تعتمد التجربة على نقل ميكروبيوم البراز، حيث يتم جمع الميكروبيوم من متبرعين أصحاء بعد فحوصات دقيقة، ثم يُعالج في مستشفى جامعة كولونيا ويتم تحويله إلى كبسولات يتناولها المرضى بعد انتهاء العلاج الغذائي.
آفاق جديدة في علاج مرض كرون
يأمل الباحثون أن يسهم زرع الميكروبيوم في تحسين نتائج العلاج وإطالة فترة التحكم في الالتهاب. وأكد ديرك هالر أن هذه التقنية قد أثبتت نجاحها في أمراض معوية أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة قد تفتح الباب أمام نهج علاجي جديد وأكثر فعالية لمرض كرون.