تقارير

الفرصة الأخيرة للدبلوماسية: هل تستطيع إيران وأمريكا منع الحرب النووية؟

في ظل تصاعد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني، بدأت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في عُمان، مما يُنبئ بفرصة دبلوماسية هشة.

هذه المفاوضات، التي جرت بعد تهديدات عسكرية وضغوط دبلوماسية أمريكية، قد تكون الفرصة الأخيرة لمنع مواجهة كارثية في الشرق الأوسط. لكن، هل يستطيع دونالد ترامب وآية الله علي خامنئي التغلب على انعدام الثقة المتبادل؟

خلال الأسابيع الأخيرة، عقد ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، وعباس عراقچي، كبير المفاوضين الإيرانيين، جلسات في عُمان وصفها الطرفان بأنها “بناءة”. ويُظهر الاتفاق على مواصلة المفاوضات في الأيام القادمة إرادة لإيجاد حل.

البرنامج النووي الايراني

ومع ذلك، تُجرى هذه المفاوضات في ظل تهديدات عسكرية أمريكية وهجمات إسرائيلية أخيرة على إيران وقواتها الوكيلة. تؤدي عُمان، بتاريخها الناجح في الوساطة بين الطرفين، دورًا رئيسيًا في الحفاظ على هذه القناة الدبلوماسية.

التحديات القائمة

انعدام الثقة العميق بين طهران وواشنطن هو العائق الأكبر. أدى الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي عام 2018 إلى تقويض ثقة إيران في الدبلوماسية، ودفع طهران إلى تسريع برنامجها النووي. إيران الآن قادرة على إنتاج مواد انشطارية تكفي لعدة قنابل نووية خلال أسابيع، رغم إصرارها على أن أهدافها سلمية.

من ناحية أخرى، تعقد الضغوط الداخلية والخارجية المفاوضات. في أمريكا، يطالب المتشددون وحلفاء إسرائيل ترامب بإجبار إيران على تفكيك برنامجها النووي بالكامل،

بينما في إيران، يرى المحافظون أي تنازل على أنه علامة ضعف. إسرائيل، بعد هجماتها الأخيرة، مستعدة للعمل العسكري، مما يزيد الضغط على إيران.

على الرغم من هذه التحديات، لدى الطرفين دوافع للتوصل إلى اتفاق. إيران، تحت ضغط العقوبات المدمرة والسخط الداخلي، في موقف ضعيف. اقتصادها المريض وعزلتها الدولية دفعاها إلى طاولة المفاوضات.

في المقابل، يسعى ترامب، الذي أعرب مرارًا عن رغبته في تجنب الحروب في الشرق الأوسط، إلى تحقيق انتصار دبلوماسي يمكن تسجيله في سجله.

يجب أن يتضمن الاتفاق الناجح قيودًا صارمة على تخصيب اليورانيوم، ورقابة واسعة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتخفيف العقوبات. يمكن لوساطة عُمان أن تساعد في بناء الثقة، لكن الوقت محدود.

تداعيات الفشل

فشل المفاوضات قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. لقد هددت القوى الأوروبية بتفعيل “آلية الزناد” في حال فشلت الدبلوماسية، مما سيُعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة. حذرت إيران من أنها سترد بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، مما قد يؤدي إلى هجمات عسكرية أمريكية أو إسرائيلية. حرب أخرى في الشرق الأوسط لن توقف البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل قد تدفعه نحو التسلح.

ومن المهم الإشارة إلي أن توفر مفاوضات عُمان نافذة محدودة للدبلوماسية. لتحقيق النجاح، يجب على الطرفين التراجع عن مواقفهما القصوى وقبول التنازلات. العالم لا يستطيع تحمل تكلفة حرب أخرى. هل تستطيع طهران وواشنطن اغتنام هذه الفرصة؟

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى