بعد 188 عاما: وزارة التعليم المصرية بين التجريب والتخريب
أول وزارة للتعليم في أفريقيا وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط
– في 11 فبراير 1837م، أعلنت جريدة “الوقائع المصرية”، عن تأسيس هيئة (ديوان المدارس) التي كانت نواة وزارة المعارف (التربية والتعليم) في مصر، وأول وزارة للتعليم في أفريقيا وآسيا، ومنطقة الشرق الأوسط كلها، حسب منظمة اليونسكو العالمية التي ظهرت للوجود بعد وزارة التعليم المصرية بـ 108 سنة!
(اليونسكو تأسست في 16 نوفمبر 1945م، بمدينة لندن الإنجليزية).
– في 9 مارس 1837م، بدأ العمل الفعلي لـ”ديوان المدارس”، بقيادة “مصطفي مختار بك” الذي يُعتبر أول وزير تعليم لمصر، وفي عهده وُضِعَت الدعائم الأولى التي قام عليها التعليم المدني الحديث، واللوائح العامة لكل مرحلة من مراحله الثلاث..
– ومن 1837م، حتى إطلالة هذا القرن، قاد الوزارة مجموعة من كبار المفكرين:
علي مبارك – محمود سامي البارودي – سعد زغلول – طه حسين – أحمد لطفي السيد – أحمد نجيب الهلالي – محمد حسين هيكل (حسين وليس حسنين الصحفي) – كمال الدين حسين – عبد الرزاق السنهوري – عبد السلام عبد الغفار – مصطفى كمال حلمي – محمد حلمي مراد… وغيرهم.
– كانت بداية التدهور التعليمي في مصر على يد “أحمد فتحي سرور” (وزير التعليم من 1986م – 1990م) والذي قام بإلغاء الصف السادس الابتدائي، وجعل من التلميذ المصري (فأر تجارب)،
ثم أكمل بعده سلسلة الفشل، طبيب الأطفال “حسين كامل بهاء الدين” الذي تولّى منصب وزير التعليم: من 1991م، إلى 2004م، وينافسه على كأس الانحدار والفشل التعليمي، الوزير السابق “طارق شوقي” الذي قاد الوزارة من 16 فبراير 2017م، إلى 13 أغسطس 2022م.
– وظل الانحدار السريع في التعليم المصري، ومستوى وزراء التعليم مستمرًا، حتى وصلنا لقاع المستنقع، وقعر الكنيف..
واستمرت سياسة التجريب بعد (طارق شوقي) في نائبه (رضا حجازي) الذي لم يأتِ بجديد، حتى جاء الوزير الحالي (محمد عبد اللطيف) الذي يشكك كثيرون في مؤهلاته الدراسية وأنه غير حاصل على مؤهل عالٍ، ولكن هذا الوزير لا يكترث بما يُكتَب عنه، وأصدر قرارات ثورية جيدة في مجال التدريس لضبط المدارس، ولكنه تغافل عن أهم عاملين في العملية التعليمية: المدرس وأمن المدارس
فالمعلم هو أساس العملية التعليمية، والمدارس تفتقد تماما للأمن والأمان، فاقتحام المدارس، والاعتداءات على المدرسين، وسلوك الطلاب الذي يصل أحيانا للعنف والقتل.. كلها أشياء أصبحت مألوفة في المدارس المصرية، ولذا إذا لم يتم تعيين (رجال أمن) للمدارس، فسيظل الحال كما هو، وستذهب كل الجهود سُدى، ويموت التعليم بين فَكّّيْ: التجريب والتخريب
– وزارة التعليم المصرية، عمرها: 188 سنة، علّمَت العرب، والأفارقة، والآسيويين، في القرنين الفائتين، لكنها الآن في الدرك الأسفل، وذيل التعليم العربي والأفريقي.
…………..
يسري الخطيب