تجدُّد الخلافات بين الصومال وإثيوبيا بسبب حادثة “دوولو”
اندلعت أزمة جديدة بين الصومال وإثيوبيا بعد اتهام الصومال للقوات الإثيوبية بمهاجمة جنودها في منطقة حدودية يوم الإثنين، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق بين البلدين كان يهدف لوضع حد للأزمة التي استمرت لعدة أشهر.
وقالت وزارة الخارجية الصومالية في بيان إن القوات الإثيوبية هاجمت جنودها في قاعدة جوية في بلدة دوولو التابعة لولاية جوبالاند في حوالي الساعة العاشرة صباحًا.
الهجوم استهدف ثلاث قواعد كانت تحت إشراف الجيش الصومالي والشرطة والمخابرات الوطنية، مما أسفر عن سقوط قتلى، لكن لم يتم تحديد عددهم بعد.
ووفقًا لمسؤولين في ولاية جوبالاند، تدخل الجنود الإثيوبيون لحماية مجموعة من السياسيين المحليين الذين كانوا في زيارة للقاعدة الجوية،
بينما كانت القوات الصومالية الفيدرالية تخوض اشتباكات مع قوات جوبالاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وفي تصريح لوزير الأمن في جوبالاند، يوسف حسين عثمان، قال إن الحادث بدأ بعدما تلقت القوات الفيدرالية تعليمات بإطلاق النار على طائرة كانت تقل وفدًا من ولاية جوبالاند،
بما في ذلك عدد من المشرعين والوزراء. وبحسب قوله، اندلعت معركة عنيفة في البلدة أسفرت عن إصابة عدد من أفراد القوات الفيدرالية، وتم “نزع سلاح” قواتهم.
محمد حسن، أحد سكان المنطقة، أكد أن القوات الموالية لجوبالاند اشتبكت مع قوات الحكومة الصومالية،
ودخلت القوات الإثيوبية لدعم جوبالاند، مما أدى إلى تفاقم القتال.
في النهاية، تمكنت القوات الموالية لجوبالاند من السيطرة على الوضع بعد أن امتد القتال إلى مناطق أخرى من البلدة.
تقويض الاتفاق انهاء النزاع
الحادث يهدد بتقويض الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة تركية قبل أسبوعين، والذي كان من المفترض أن ينهى النزاع الطويل بين الصومال وإثيوبيا.
بدأ النزاع في يناير بعد توقيع إثيوبيا اتفاقية مع إقليم أرض الصومال الانفصالي لبناء ميناء وقاعدة عسكرية،
وهو ما اعتبرته الصومال انتهاكًا لسيادتها، مما أشعل توترات دبلوماسية وعسكرية بين البلدين.
وعلى الرغم من لقاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في أنقرة في 12 ديسمبر،
وتوقيع اتفاق من المفترض أن يضمن لإثيوبيا منفذًا بحريًا بديلاً في الصومال، فإن الحادث الأخير يعرض هذا الاتفاق للخطر.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الصومالية في بيان لها أن الحادث يمثل انتهاكًا واضحًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه في أنقرة،
محذرة من أن الصومال لن تظل صامتة أمام أي انتهاك لسيادتها أو سلامة أراضيها.
وكالات