تقاريرسلايدر

أين العرب من غزة؟ تقرير عن التخاذل والصمت العربي في مواجهة الحرب الإسرائيلية

غزة تنزف ..العالم يشاهد

منذ السابع من أكتوبر، وقطاع غزة يتعرض لحرب هي الأعنف في تاريخه، حصدت أرواح الآلاف، وخلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية. وبينما تتصدر صور الضحايا والنكبة نشرات الأخبار ومنصات التواصل، يبقى السؤال الأكثر إلحاحاً: أين العرب؟

تحركات دبلوماسية عربية .. ولكن بعد فوات الأوان

رغم جسامة الحدث، لم تُعقد القمة العربية الإسلامية الطارئة إلا بعد 36 يومًا من اندلاع العدوان، وتحديدًا في 11 نوفمبر 2023. جاءت نتائج القمة محدودة، تمثلت في تشكيل لجنة وزارية للتحرك دبلوماسي على المستوى الدولي.

  • أولى محطات اللجنة كانت بكين، ثم موسكو، في محاولة لكسب دعم لوقف الحرب.

  • لكن في الوقت الذي كانت الوفود تتحرك في العواصم، كان قطاع غزة يتعرض لأشد فصول القصف والتجويع والدمار.

التصريحات الرسمية: بيانات دون تأثير فعلي

  • وصف البرلمان العربي ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية” وطالب بتحرك حقيقي.

  • دعت حركة حماس الدول العربية والإسلامية لتحمل “مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية” تجاه ما يحدث.

لكن النتائج على الأرض لا تعكس أي تغيير ملموس… لا وقف للعدوان، ولا حماية للمدنيين، ولا حتى ممرات آمنة فعالة للغذاء أو الدواء.

الواقع الميداني: غزة في حصار كامل

  • الجيش الإسرائيلي أعلن رسميًا تطويق مدينة رفح، وإنشاء ممر عسكري يعزلها عن خان يونس.

  • وزير الدفاع الإسرائيلي أصدر إنذارًا نهائيًا لسكان القطاع، ملوّحًا بتكثيف الهجمات والعمليات البرية في كافة أنحاء غزة.

  • إسرائيل تتحرك وفق “رؤية دولية جديدة” تسمح بخروج طوعي للفلسطينيين إلى دول أخرى، في مشهد يعيد إلى الأذهان نكبة 1948.

وفي المقابل، العالم العربي يكتفي بالإدانات الخجولة.

الوجه الآخر للكارثة: أرقام تكشف التخاذل

  • 90% من واردات إسرائيل من الوقود والغاز تمر عبر دول عربية.

  • مئات ملايين الدولارات من الاستثمارات الخليجية في شركات إسرائيلية أو حليفة لإسرائيل.

  • الجامعة العربية لم تتخذ حتى الآن أي قرار اقتصادي أو سياسي ضاغط.

  • لا حظر جوي، ولا سحب سفراء، ولا تعليق اتفاقيات السلام.

بين السياسة والضمير: تساؤلات لا بد أن تُطرح

  • هل يكفي إرسال بعض المساعدات الإغاثية لوقف المجازر؟

  • ما الفائدة من اتفاقيات الأخوة والدفاع المشترك إن لم تُفعَّل في وقت الكارثة؟

  • لماذا تتسابق دول عربية لعقد صفقات مع إسرائيل بينما تغرق غزة بالدماء؟

  • هل أصبح الكرسي أهم من القدس؟ والمصالح الاقتصادية أغلى من أرواح الأطفال؟

هل النصر آتٍ؟

التاريخ يخبرنا أن الحق لا يموت، لكن يحتاج من يدافع عنه. نعم، النصر آتٍ بإذن الله، لكن له موعد لا يأتي إلا بعد أن تتحقق شروطه: وعي، وحدة، وقرار شجاع.

أما الآن، فالوضع العربي والإسلامي – بصورته الحالية – لا يبشّر بقرب النصر، بل يُذكّرنا بنكبات مضت.

فهل آن الأوان لصحوة حقيقية، أم سننتظر كارثة أكبر لنبدأ بالبكاء؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى