حشاني زغيدي يكتب: وأد مشروع النجاح

النجاح ثمرة اجتهاد وكد وتعب، يبذل الناجحون قصارى أشواط جهودهم لتحقيق أهدافهم، يقطعون الأشواط الطويلة للوصول لمبتغاهم، يتحملون في سبيل ذاك المخاطر والمغامرة، لا يلهيهم عن هدفهم طول مسافة أو طول مدة.
وقد يصادف أن يرافق الناجحون في مشوار نجاحهم رفقاء، فإن كانوا من نفس الزمرة ونفس الاهتمام والطموح، فذاك شيء جيد، فالمرء يسعد بالرفيق الصالح، صاحب الطموح والعزم والجد.
وقد تحصل النكسة، حين يكون المرافق وشريك الطريق نشاز على غير نسق الرائد، مما ينشأ عن هذه المرافقة مشكلات تعطل المسيرة، وتكبل طموح السالك أو تقلل من إنتاجية المبدع و كل الأحوال تعد مشكلة.
ولك أن تتخيل ما يصاحب مرافقة المخبط أو خائر القوى، أو مكسور الرؤية والوجهة، فتلك المرافقة تصيب المقتل، فالمهزوم والفاشل، ينقل عدواه للتصحيح، فيصاب بعدوى المهزومين.
أو قد نرافق ضعيف الإرادة والعزيمة، من لا يتحمل رفع الأثقال وحمل الأعباء والتكاليف، لا يقاوم تحمل الشدائد، تنهار قواه في منتصف الطريق، أو فيصاب المرافق الوهن والضعف.
وأحيانا لا تظهر للمشروع أثر، بسبب حماقة المستعجل و المتسرع، الذي يحرق الأشواط طمعا في جني المحصول قبل استكمال النضج، وقبل استكمال البنيان، فيتعجل الأوقات والمهمات، لا يصبر على بلوغ الهدف، وتلك مشكلة الكثيرين، فيوأد المشروع في مهده.
وفي أحيان أخر تقطف ثمرة النجاح من قبل المتسلقين سراق المنح والجوائز، الذين يوظفون الخداع واللصوصية لنيل استحقاق غيرهم دون كد أو تعب، ويقع ضحية هذا السلوك الحقير الكثير من الضحايا والمخدوعين، تسرق بالكورة جهودهم إما بحسن نية أو غفلة المخدوعين..
وأحيانا لا يسمح لصناع النجاح الظهور في محفل الإبداع، بسب عقدة تلازم أصحاب النوايا السيئة، الذين تسكنهم عقدة التصنيف، كونهم يخافون من التنوع الطبيعي في الفكر والفن والأدب أو حتى الميول السياسية، وهي في اعتقادي عقدة خطيرة، تحرم الساحة من الاستفادة من الكفايات وأصحاب المواهب.
ولو تفطن من يمارس هذه الأساليب لوجد أن الخاسر الكبير مشروع نهضة الوطن، لوحدنا الخاسر مشروع الأمة، إن مثل هذه السلوكيات لا تضعف المبدع، كونه يستمر قوته من ذاته، يستمدها من حسن ظنه بقدراته، وفوق ذلك كله من ثقته بالمعين الله سبحانه وتعالى، الذي سيجازي كل محسن بالإحسان، وهي وحدها تطفئ، كينونة الضعف داخلنا.