تقارير

جولة البرهان العربية .. مسعي لحشد الدعم لحسم عسكري أم البحث عن تسوية سياسية

في جولة نادرة منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعتزم رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان القيام بجولة عربية تقوده إلي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للتشاور مع العواصم الثلاث حول الوضع الحالي في السودان وسبل إنهاء الصراع مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو وتصورات هذه الدول لكيفية إنهاء الصراع .

يسعي البرهان من وراء القيام بهذه الجولة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحدة في مقدمتها أن خروجه من الخرطوم يؤكد قدرته علي للتخلص من الحصار المضروب حوله في مقر القيادة العامة في الخرطوم والتأكيد علي فشل حملة الدعم السريع للسيطرة علي دار المدرعات والوصول القيادة العامة ووضع عراقيل امام إمكانية قيامه بهذه الجولة العربية فضلا عن تقديم نفسها القوي الإقليمية باعتبارها اللاعب الأساسي في السودان

حل دبلوماسي بغطاء إقليمي

ورغم أن كثيرا من المراقبين يرون أن هناك حزمة من الأهداف يسعي البرهان لتحقيقها من وراء هذه الجولة أهمها التشاور مع حلفائه الأبرز في القاهرة حول عدد من الملفات منها  إمكانية التعويل علي دعم عسكري  كبير من القاهرة قد يمكن الجيش السوداني من حسم المعركة الممتدة مع قوات الدعم السريع أو في المقابل حث القاهرة علي تسريع جهودها الدبلوماسية للبحث عن إمكانية  الحل السياسي وتفعيل مقررات قمة دول جوار السودان التي استضافتها القاهرة خلال الأسابيع الأخيرة التي سعت من خلالها القاهرة للبحث عن تسوية الصراع الدائر في السودان منذ عدة أشهربغطاء إقليمي . .

لكن مراقبين في العاصمة المصرية القاهرة يرون  أن هناك صعوبات شديدة تحول دون  تماهي القاهرة مع مطالب البرهان لاسيما من جهة الحل العسكري حيث تري القاهرة أن انخراطها بقوة وبشكل مباشر في الصراع وانحيازها لطرف دون الآخر ستكون له عواقب وخيمة علي مستقبل السودان فضلا عن كونه سيفتح الباب أمام أطراف اخري سواء إقليمية أو دولية للتدخل في السودان بشكل يكرس سيناريو التقسيم او التشظي في الجارة الجنوبية بشكل قد يضر بشدة بمصالح مصر العليا في السودان

البرهان وحميدتي

الرفض المصري المرجح لمطلب البرهان بتدخل مصري لحسم الصراع مع حميدتي سيجعل سبل البحث عن تسوية دبلوماسية لهذا الصراع الملف الأول خلال الزيارة حيث ستركز القاهرة علي ضرورة تحريك ملف الحل السياسي الذي تم إقراره خلال قمة دول الجوار التي عقدت بالقاهرة أو اجتماع وزراء خارجية هذه الدول الذي التئم في العاصمة التشادية  انجامينا اخير.

 

ومما يعزز هذا السيناريو أن هناك اجواء دولية مؤيدة للحل السياسي في السودان تدور في فلك تسوية النزاع عبر عودة الجيش لثكناته وحصول قادة الدعم السريع علي عفو شامل وتشكيل حكومة تقود البلاد لعقد انتخابات عامة بشكل يخرج البلاد من أزماته وهو سيناريو يحظي بدعم عدد لابأس به من دول الجوار والإقليم والقوي الكبري .

قد تحدث السفير الأمريكي في الخرطوم خلال الساعات الأخيرة حول مبادئ هذه التسوية وخصوصا مسألة خروج الجيش والدعم السريع من المشهد وتسليم السلطة لحكومة مدنية تقود البلاد لانتخابات عامة واستقرار سياسي وهي تسوية قد تعرضها القاهرة علي البرهان وهي والرياض وأبو ظبي وإقناع رئيس مجلس السيادة بها لاسيما أن استمرار الصراع بهذا الشكل يضع مستقبل السودان علي المحك في ظل الصراع المشتعل في دارفور وكذلك المعارك المشتعلة مع قوات الحركة الشعبية في مناطق عديدة وهو ما يشكل تهديدا كبيرا لوحدة السودان ومستقبله .

كما قد تشمل أهداف جولة البرهان دفع الدول العربية التي سيقوم بزيارته لقيام بوساطة مع قوات الدعم السريع لتسوية الأزمة في مقدمتها مصر التي تتحدث مصادر عن فتحها قنوات سرية مع الدعم السريع وعدد مع القوي المدنية في السودان للبحث عن تسوية سياسية للصراع في السودان ينهي الاقتتال ويقطع الطريق امام تكرار سيناريو الجنوب في الغرب والشرق حيث سيجري إقناع البرهان كذلك بالموافقة علي هذه التسوية التي تم التوصل إليها من خلال هذه القنوات السياسية.

القتال في السودان

 

وقد عززت تصريحات قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي اليوم ” حول ضرورة أن يتزامن مع الوصول لوقف إطلاق نار دائم في السودان مع تأكيدات حول مبادئ الحل السياسي وكأنه يشير لقرب الوصول لتسوية تنهي الحرب في السودان برعاية إقليمية ودولية في ظل إخفاق طرفي الصراع في حسمه علي الصعيد العسكري وتصاعد الضغوط عليهما للقبول بتسوية دبلوماسية  .

تشير كافة التطورات الي أن هناك طبخة سياسية يجري إعدادها في القاهرة وعواصم الجوار السوداني كي تحظي بموافقة الفرقاء السودانيين وتهيئ السودان لتجاوز هذا النفق المظلم ولكن كل هذا الأمر مرتبطة بنجاح جولة البرهان العربية والضغوط التي ستمارسها عواصم القرار الدولي  علي القوي المتصارعة للموافقة علي التسوية وإخراج السودان من أزمة لن يخرج منها أحد منتصرا بل سيكون السودان وشعبه هو الخاسر الاكبر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى