أبوبكر أبوالمجد| تصريحات مسؤولي الإدارة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس جو بايدن، أظهرات انحيازًا فجًا غير مسبوق ربما، إذا ما أضفناه لتحريك حاملة الطائرات جيرالد فورد، لشرق المتوسط، فلما بدا هذا الانحياز على هذا النحو الآن، وهي الدولة التي طالما سوقت لنفسها على أنها راعية لحل الدولتين، باستثناء فترة الرئيس السابق، دونالد ترامب؟
يقول، الباحث الجزائري، المتخصص في الجيوبولتيك والشؤون الدولية، سيف الدين قداش، لم تخرج يومًا الولايات المتحدة عن حيادها في دعم الكيان الصهيوني، بل منذ تأسيسه اعترفت به؛ وبالرغم من أنها راعية السلام بين الصهاينة والفلسطينيين لم تتوقف يوما قبل 48 وبعد ذلك عن دعم الاحتلال الإسرائيلي بالسلاح والمال والمواقف لقتل الفلسطينيين ووأد قضيتهم، وكل ما يجعل تل أبيب أقوى وأقدر على تجاوز الشرعية الإنسانية والدينية والتاريخية والدولية.
وأضاف، قداش، لقد تعرضت مصر في الاعتداء الثلاثي جراء مواقفها العربية والبطولية بضربة ثلاثية من دولتين وطرف ثالث، (بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني المصطنع)، عقابًا لها لأنها قررت تأميم قناة السويس، وفرض سيادتها عليها، وخاض الكيان حرب 67 برعاية أمريكية وغربية لإذلال مصر وكسر أهميتها ومكانتها ككنانة العروبة والدولة العربية الأهم بازاء القضايا العربية في الشرق الأوسط.
وأردف، ولأن حرب 73 كادت تمحو الكيان، هددت الولايات المتحدة بضرب مصر بالنووي لحماية مدللتها الصهيونية من الفناء، لذا فأمريكا دولة مزدوجة المعايير وهي دولة منافقة بامتياز، ولايمكن الوثوق بسلوكها السياسي لأنه لاعلاقة له بالمُثل الأخلاقية ولايحترم القانون الدولي، ولا يلتزم بالأعراف والتقاليد الحضارية، فعار أخلاقي كبير على قوة عظمى أن تستعرض عضلاتها العسكرية الساحقة على قطاع صغير فيه مقاومة صامدة ضاقت ذرعًا بالحصار والاحتلال والأسر، و المضايقات المستمرة بازاء جيش منظم تأتيه الأسلحة من كل مكان ليقتل ويحاصر مليوني إنسان في أبسط ضروريات الحياة.
ولفت الباحث، سيف الدين قداش، إلى إن أمريكا التي ترافع علم حقوق الإنسان والديموقراطية والانسانية تشارك في حصار شعب أعزل وحرمانه من كل احتياجاته الإنسانية، وهو تأكيد واضح على انحطاط وانحراف صانع القرار السياسي عن كل ماله علاقة بالإنسانية لأسباب طائفية وانتخابية بحكم أن جوزيف بايدن صهيوني، ووزير خارجيته أنطوني بلينكن يهودي، وغير ذلك، لقد عرف عن الجيوش قطعها المؤونة والماء عن بعضها البعض، لإضعاف الطرف الآخر؛ لكن لم يعرف إلا عن الهمجيين التتار والصليبين محاصرة المدن وتجويعها وقتل أهلها بوحشية وغطرسة؛ لأنها كانت عليهم عصية، لذا فان انهيار أمريكا الأخلاقي أمر مقطوع به وستنهار حضاريًا، وسينتهي دورها العالمي قريبًا؛ لأن سنن العدل التي أذلت الفراعنة والروم والفرس وغيرهم، هي ذاتها من تسقط الإمبراطوريات وترفع أخرى.