خبيرة في الشئون الافريقية : لهذه الأسباب لن يتطور التوتر السواني الإثيوبي لمواجهة عسكرية
قدمت الدكتورة أمينةالعريمي الخبيرة الإماراتية في الشئون الإفريقية تصورها لمستقبل العلاقات بين السودان وإثيوبيا واحتمالات استمرار التوتر بين إمكانية تطوره لمواجهة عسكرية
كتبت العريمي علي منصة “اكس “:من بين عواصم القرن الأفريقي تبدو أديس أبابا الأقرب تفهماً للنفسية والعقلية السودانية والعكس صحيح ويعود ذلك لأسباب تاريخية تركت أثارها عمقاً لا يعرف مداه من قضى دهراً يتخبط في أمجاد الماضي ويحاول عبثاً الوصول بعد ضياع الاتجاهات، نعم أديس أبابا تبدو الأقرب للنفسية والعقلية السودانية وبما تعانيه من غبن وحنق قديم جاء نتيجة لأمران لا ثالث لهما:
وأضاف :الأمر الأول: خسارة السودان لمدينة حلفا القديمة التي ضمت أعظم حضارات العالم بعد أن تم إغراقها لبناء السد العالي وتهجير أهالي حلفا عام 1964 مما تسبب بفقدان هوية شعب بأكمله
أما الأمر الثاني بحسب العريمي : اعتزاز السودان بالهوية العربية واجهه نكرانا عربيا صريحا كان ذلك النكران كفيلاً بإنكفاء السودان على نفسه عقوداً طويلة رسخت فيه تلك المرحلة الكثير من المكونات النفسية الدفينة التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة
واستدركت قائلا : ولكن يمكن الوصول إليها والشعور بها في عيون أهلها، وهذا ما وجدته أمامي طيلة إقامتى الممتدة في السودان وهو ذاته ما تضعه أثيوبيا أمامها عند تعاملها مع الملفات السودانية وهو ذاته ما يحكم جزء من أبعاد العلاقات السودانية الأثيوبية التي تمثل نقطة تبدأ بها كل الأطراف وصولاً لمرحلة تحول مستقبلي تطمح ذات الاطراف أن تكون جزء منه.
وافاد ت بأن تصاعد الإحتقان السوداني الأثيوبي جاء مؤخراً مع التصريحات الرسمية لوزير الخارجية السوداني علي يوسف حول سد النهضة والإشارة لخيار الحرب بديل في حال فشل التفاوض، إلا أن تلك التصريحات لم تجد لها صدى شعبي في أديس أبابا الخرطوم فلم نشهد تعبئة شعبية وحملات إلكترونية وبرامج تلفزيونية كالتي شهدناها أبان الأزمة الخليجية ٢٠١٧
ومضت للقول وغياب هذا الصدي بحد ذاته يحمل دلالة إيجابية لا يُدركها إلا من أدرك أبعاد تلك العلاقات بين الدولتين، وأرى أن تصريحات وزير الخارجية السوداني جاءت رداً لموقف اثيوبيا الضبابي من مليشيا الدعم السريع الذي أظهر أديس أبابا بمظهر اللاحقة بركب المقوضين لسيادة الدولة السودانية وهذا ما تنفيه أديس أبابا.
وشددت علي أن أثيوبيا تُدرك أن ما يحدث في الداخل السوداني من أزمات وتطورات هو مرتبط بما انعكس على علاقتها بالخرطوم، ومثلما تدرك أديس أبابا أن كل ما يحدث اليوم في السودان هو طارىء ومؤقت وسينتهي قريباً فهي حتماً تُدرك أن الخرطوم لن تجد مُناصراً حقيقياً لها في معظم الملفات كأثيوبيا ومن الوعي والذكاء عدم خسارتها، خاصة أن هناك شعورا سودانيا عام لا يرى في إثيوبيا خصماً حتى وإن حاول البعض الترويج لذلك
واستدركت العريمي للقول :وهذا ما يُطمئن أديس أبابا التي تعي تماماً أن السودان ليس راغباً في الصدام معها ولا يطمح إليه ولا يريد الإستمرار فيه، ولكنها التقاطعات التي فرضت نفسها في أرض المقرن ووجدت مرتعاً تحيا فيه فأخذها البعض يطبقونها يمنة ويسره وكأنهم من وضعها ولم تفرض عليهم والمؤلم أنها بلا مقابل سيجنوه.
وشددت الخبيرة الأماراتية في الشئون الإفريقية علي أن الإحتقان المُتصاعد بين السودان وأثيوبيا لن يتطور لمواجهة عسكرية كما يتمناها البعض أو يخطط لها أو حتى يترقبها، فرئيس المجلس السيادي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يدرك تماماً وبالتوافق مع قيادة الدولة السودانية جمعاء أن معركة السودان الأن ليست في مناقشة اثيوبيا حول ما ألت اليه الأمور في سد النهضة،
وتابعت :سد النهضة وتبعاته لم يعد محل نقاش وتفاوض بل هو واقع لا يملك أحد تغيير مساره، وتبدو الخرطوم أكثر وعياً بمواقف كافة دول المنبع حول ذلك وبالتالي لا جدوى من الدخول في مناكفات لا تحتاجها السودان في هذا الوقت العصيب من عمر الوطن، معركة السودان المفصلية الآن هو القضاء تماماً على مليشيا الدعم السريع وإقبار مشروعهم وإماطة رجسهم من أرض المقرن ولا ينبغي للسودان الآن الخروج عن هذا الهدف.