“دَرْعَا”.. شعر: محمود مفلح
خُذِينِي فِي الطَّرِيقِ إِلَيْكِ “دَرْعَا”
فَقَدْ صَارَ الطَّرِيقُ إِلَيْكِ سَالِك !
فَلَا لَغْمٌ يَثُورُ إِذَا مَشَيْنَا
وَلَا حُفَرٌ هُنَاكَ وَلَا شرَائك
لَقَدْ آنَ الْأَوَانُ لأَنْ نُصَلِّي
صَلَاةً لَا تُروعها الْمَعَارِكُ
وَلَا يَغْتَالُهَا قَصْفٌ حَقُودٌ
بِهِ تَزْهُو الزَّعَانِفُ وَالصَّعَالِكُ
وَنَرْدِمُ كُلَّ لَيْلٍ كَانَ سِجْنًا
وَنَنْسِفُ كُلَّ دَرْبٍ كَانَ شَائِكَ !!
وَنَبْذُرُ قَمْحَنَا في كل ارض
لِنَعْبُرَ فِي الْحَيَاةِ كَمَا النِّيَازِكُ
وَيَلْعَبُ حَوْلَنَا الْأَطْفَالُ زَهْوًا
بِلَا خَوْفٍ وَوَجْهُ الطِّفْلِ ضَاحِكُ
لَقَدْ ذُقْنَا مِنَ التَّهْجِيرِ وَيْلًا
وَدَاسَتْنَا مِنَ الْعَرَبِ السَّنَابِكُ !!
فَلَا أَحَدٌ أَعَدَّ لَنَا طَعَامًا
وَلَا فِي الْبَرْدِ حَاكَ الثَّوْبَ حَائِكُ
فَضُمِّينِي إِلَى عَيْنَيْكِ دَرْعَا
فَإِنَّ اللَّيْلَ فِي عَيْنَيَّ حَالِكُ
لأَشْرَب كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ كَأْسٍ
وَهَلْ يرْوِي عَطَاشَكَ غَيْرُ مَائكِ؟
فَلَا شَمْسٌ تُضِيءُ بِلَا سَمَائِكِ
وَلَا عِطْرٌ يَفُوحُ بِلَا هَوَائِكِ…
لقد عدنا وعاد الروحُ فينا
وإن الدرب يا درعاي سالك !!