مقالات

د. أحمد زكريا يكتب: الشواذ وأخلاق الخنازير!!

أبت فرنسا إلا أن تظهر كراهيتها للأديان ولكل الفضائل فرأينا كيف كان حفل افتتاح دورة باريس الأولمبية!

وها هي البشرية تهوي إلى أسفل الأخلاق، وتحارب الفضيلة، وترفع أقدار السفلة، فلم يرض المدافعون عن الشذوذ قدوة إلا الخنازير!

يعتبر الخنزير أقذر الحيوانات، إذ هو قمام لِفَضَلاته، مُعْرِضًا عن الطيبات.

وتَتَشَابَه أخلاق بعض الناس مع طبائع الحيوانات.

قال سفيان بن عيينة : في قوله تعالى : ( وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ) قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية، ومنهم من يكون على أخلاق الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير، ومنهم من يَتَطَوّس في ثيابه كَمَا يَتَطَوّس الطاووس في رِيشه، ومنهم من يكون بَلِيدًا كالحمار، ومنهم من يُؤثِر على نفسه كالدِّيك، ومنهم من يألَف ويُؤلَف كَالْحَمام، ومنهم الحَقود كَالجَمَل، ومنهم الذي هو خَير كُله كَالغَنم، ومنهم أشباه الذئاب، ومنهم أشباه الثعالب التي يَروغ كَرَوغَانها.

ورحم الله ابن القيم إذ يقول: وتأمل حكمته تعالى في مَسْخِ من مُسِخ من الأمم في صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم، فإنها لما مُسِخَتْ قلوبهم وصارتْ على قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضت الحكمة البالغة أن جُعلت صورهم على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشَّبَه، وهذا غاية الحكمة. واعْتَبِر هذا بمن مُسخوا قردة وخنازير كيف غَلبتْ عليهم صفات هذه الحيوانات وأخلاقها وأعمالها. ثم إن كنت من المتوسِّمِين فاقرأ هذه النسخة من وجوه أشباههم ونظرائهم! كيف تراها بادية عليها، وإن كانت مستورة بصورة الإنسانية فاقرأ نسخة القردة من صُوَر أهل المكر والخديعة والفسق الذين لا عقول لهم، بل هم أخفّ الناس عقولا وأعظمهم مكرا وخِداعا وفسقا، فإن لم تقرأ نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين!

 وهي تَظهر وتَخفى بحسب خِنْزِيرية القلب وخُبْثه، فإن الخنزير أخبث الحيوانات وأردؤها طباعا، ومن خاصيته أنه يَدَع الطيبات فلا يأكلها ويقوم الإنسان عن رَجيعه فيُبادِر إليه!

وما مثل هؤلاء المنتكسين إلا كخنازير برية تأنف من الطيب الحلال، بل تعادي كل من ينكر خبثها وسوء طبعها وفطرتها، وتأوي إلى مستنقع الدياثة والخنوثة والفطرة المطموسة، فلعنة الله على كل من دافع عن باطل، ورضي بفجر وعهر.

د. أحمد زكريا

كاتب وباحث

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى