د. أحمد زكريا يكتب: الشيخ كشك خطيب كل العصور!
كلما استمعت إلى بعض خطباء هذا الزمان تذكرت العملاق الذي جعل الخطابة في عصرنا حمل اسمه، وكذلك الشارع الذي كان يقطن فيه بحي حدائق القبة. ودخلت الشرائط المسجل عليها خطبه العديد من بيوت المسلمين في مصر والعالم العربي.
والشيخ عبد الحميد كشك ولد بمصر عام 1933م في قرية شبراخيت من أعمال محافظة البحيرة بجمهورية مصر العربية. ومرض وهو صغير وبسبب المرض فقد نعمة البصر.
وقد ولد في أسرة فقيرة وكان أبوه بعيش بالإسكندرية، وحفظ القرآن الكريم ولم يبلغ الثامنة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية، ثم حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية بتفوق والتحق بكلية أصول الدين وحصل على شهادتها بتفوق أيضًا .
وفي أوائل الستينيات عين خطيبًا في مسجد «الطيبي» التابع لوزارة الأوقاف بحي السيدة بالقاهرة، ومثل الأزهر في عيده العام عام 1961، وفي عام 1964 صدر قرار بتعيينه إمامًا لمسجد عين الحياة بشارع مصر والسودان في منطقة دير الملاك بعد أن تعرض للاعتقال عام 1966 خلال محنة الإسلاميين في ذلك الوقت في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
وقد أودع سجن القلعة ثم نقل بعد ذلك إلى سجن طرة وأُطلق سراحه عام 1968. وقد تعرض لتعذيب وحشي في هذه الأثناء ورغم ذلك احتفظ بوظيفته إمامًا لمسجد عين الحياة.
وفي عام 1972 بدأ يكثف خطبه وزادت شهرته بصورة واسعة وكان يحضر الصلاة معه حشود هائلة من المصلين. ومنذ عام 1976 بدأ الاصطدام بالسلطة ـ وخاصة بعد معاهدة كامب ديفيد ـ حيث اتهم الحكومة بالخيانة للإسلام وأخذ يستعرض صور الفساد في مصر من الناحية الاجتماعية والفنية والحياة العامة.
وقد ألقى القبض عليه في عام 1981 مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات سبتمبر للرئيس المصري محمد أنور السادات، وقد أفرج عنه عام 1982 ولم يعد إلى مسجده الذي منع منه كما منع من الخطابة أو إلقاء الدروس.
رفض الشيخ مغادرة مصر إلا لحج بيت الله الحرام عام 1973م. وتفرغ للتأليف حتى بلغت مؤلفاته 115مؤلفًا،
على مدى 12 عامًا أي في الفترة ما بين 1982 وحتى صيف 1994، منها كتاب عن قصص الأنبياء، وآخر عن الفتاوى، وقد أتم تفسير القرآن الكريم تحت عنوان «في رحاب القرآن»
وقد لقي ربه وهو ساجد قبيل صلاة الجمعة في 6/12/1996 وهو في الثالثة والستين من عمره رحمه الله.