د. أحمد شحروري يكتب: الأونروا والصلف الصهيوني
وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم (الأونروا) تأسست بموجب قرار الأمم المتحدة رقم ٣٠٢ لعام ١٩٤٩،
ولديها تفويض قانوني أممي بتقديم المساعدة والحماية للاجئي فل سطين «ريثما يتمّ التوصل إلى حلّ عادل ودائم لمحنتهم»،
ويعلم العالم بأسره القدرَ الهائل من الضغوط الصهيونية التي سُلّطت على عمل الأونروا في السنوات الأخيرة داخل فلسطين المحتلة إلى أن صادق الكنيست الإسرائيلي مؤخرا على منع عملها داخل الخط الأخضر والق دس الشرقية بموافقة ٩٠% من الأعضاء.
لقد اتخذ النتن قرارا بشدّ الوطأة على الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ أضعاف ما كان قبلها، ولو استطاع أن يمنع الهواء عنهم لمنعه،
لكنه على كلّ حال يسمّمه بالق نابل المحرمة دوليا وبمخلفات الصواريخ المنبعثة فوق رؤوس الشعب الفلسطيني المقهور وبالبراميل المتفجرة التي تَعلّم تفجيرها ممّن أمطر السوريين بها إثر ثورتهم على الظلم انطلاقا من عام ٢٠١١.
وأظن أنه بوسع العاقل أن يفهم أن العدوّ الصهيوني لا يدّخر وسعا في الإيقاع بالفلسطينيين
ومحاولة كسر إرادتهم بحرمانهم من لقمة الخبز وشربة الماء وحبة الدواء التي كانت الأونروا تشارك في تأمينها جميعا،
وصحيح أن أم ريكا قد استنكرت قرار الكنيست علنا ومثلها فرنسا، لكنهم يدعمون عدوان يه ود على الشعب الفلسطيني بالباع والذراع،
ولم يكونوا صادقين في الإنكار على الصهاينة ولا في منعهم من عدوانهم في لحظة من اللحظات بعد الطوفان وقبله منذ كان الاحتلال وكانت أذرعه الطويلة بالشرّ.
استنكار قرار الكنسيت بدون أي أثر
وقد استنكر بعض العرب ومنهم السلطة الفلسطينية قرار الكنسيت المذكور لكن بدون أي أثر حقيقيّ على الأرض لهذا الاستنكار.
العالم المدجج بالحقد والكراهية كله يقف في صف القتلة الصهاينة ضد صاحب الحق بالأرض الذي فقد أدنى حقوقه بالعيش الكريم وبتقرير المصير،
ومن لا يقف مع المعتدين في حرب غزة علنا فإنه يمثّل دور التعاطف كذبا في نفاق مكشوف داخل حلبة صراع غير طاهرة،
والعالم كله يقدّم أوراق اعتماده على أعتاب الصهاينة عبدا رخيصا،
ووحدها فلسطين ستبقى أسطورة الحرية البِكر الخالدة التي تتغذى على عشقها للش هادة والخلود،
وترتوي من عرَق الدّفْع والمجالدة التي لا تني ولا تكِلّ، وتشرب ملعقة من دواء الصبر الجميل تشفي جراحها،
وسيعوضها ذلك كله عن فتح يدها لتشحذ العون من غير الله كما يغنيها عن التوكل على غير رضاه سبحانه.
لغة الكبرياء والعزيمة يعِزّ فهمها على المحتل وأدوات نقمته، وهو لا يعلم أن لكل سمّ يدسه في أفواه المقاومين ترياقا يبطل مفعوله، مكوَّنا من الكاف والنون،
وفي زمن انكسار الأقزام المنهزمين يصدح حادي أرواحنا بقوله سبحانه {إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ}،
وإذا أغلِق باب الأونروا فإن باب «كن» مشرّع في وجوه المظلومين المدفوعين بالأبواب حتى ينصَفوا.