د. أسامة جادو يكتب: واجباتٌ نحو غزة الأبية وإدلب الصابرة
آلمني وآلَمَ كلَّ مسلمٍ ومسلمةٍ ما يتعرضُ له إخواننا في فلسطين، وخاصةً أهلَ غزة الحرة الأبية التي تسطرُ اليوم صفحات المجد والفخـر لأمة الإسلام والمسلمين، وهم يحاربون جيشاً قالوا عنه: جيشٌ لا يُقهر، وقد تكالبَ عليهم بالأمس دول الغرب حيثُ أعلنوا اصطفافهم مع العدو الغاصب ضد شعبٍ محاصرٍ استطاع أن يصنع من المستحيل أملاً عظيماً، وأن يبدأ من الحجارة إلى السكين إلى صواريخ (سخر منها البعضُ ووصفوها بالعبثية، وبتعبير أحدهم «بمب العيـد») إلى سلاح الرعب والردع، إلى مفاجآت كسرت حواجز كثيرة وأدهشت العالم كلَّه، ولا زلنا نشاهد منها المزيد.
تزامن مع هذه الحرب «طوفان الأقصى» حربٌ أخرى يشنُّها نظام الأسد ومن يسنده على الشمال السوري المُحرر، وخاصةً محافظة إدلب الحرة الصابرة، غاراتٌ لا تنقطع، حربٌ شرسةٌ لا تهدأ و دماءٌ حرةٌ بريئةٌ تنزف، ودعواتُ استغاثةٍ تملأُ الآفاق من مظلومين أبرياء، وسط صمت رهيب من دول العالم، القريب منا والعدو، بل هو التجاهل لما يحدثُ من مجازر على مدار اليوم، إدلب تستغيث وصرخاتُ أهلها تُسمعُ الصخر الأصم، وقلَّ النَّصيرُ، فالله حسبهم ونعم الوكيل.
وقلت لنفسي: كيف نبرأُ أنفسنا أمام الله تعالى؟
كيف نعذرُ أنفسنا أمام الله تعالى والأجيال القادمة من رحم الغيب؟
خاصةً أنَّ الكثيرَ منا لا حولَ له ولا قوة، وليس متاحاً له حرية التحرك والعمل وتقديم العون والدعم لأشقائنا في الشام، غزة وإدلب، فلسطين و سوريا.
رجعتُ إلى كتابي (فلسطين في القلب) وكنتُ قد كتبته من سنين، وطُبع وصدر في مصر [شهر صفر 1423هـ، مايو 2002م] وفيها فصولٌ مهمةٌ توضحُ الواجبات التي يمكن للفرد أن يقوم بها نصرة لأهل الحق المستضعفين، وألخص هذه الفصول في مقالات وجيزة، وأضع صورة منها رفقة هذا المقال، سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن ينصرَ المجاهدين الصادقين ويحفظ أهلنا الصامدين الصابرين في الشام، فلسطين و سوريا، غزة وإدلب، وكل بلاد المسلمين، وأن يوفقَ كلَّ فردٍ منا أن يقومَ بواجباته نحو قضايا أمته الإسلامية كلها .
فالدمُ المسلمُ واحدٌ،
والألمُ مشتركٌ نشعر به كلنا،
أمةٌ واحدةٌ،
يصدقُ فيها قولُ النَّبي الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه النعمانُ بنُ بشير رضي الله عنهما:
«مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى له سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى» [متفق عليه] .
نتواصى بالدعم و تقديم العون لإخواننا المكلومين.
نتواصى بالدعاء و القنوت في الصلوات،
نتواصى أن تكون الجمعة القادمة طوفان دعم لأهلنا الصابرين المجاهدين في فلسطين وسوريا، في غزة وإدلب.
نتواصى بتفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد منتجات وخدمات تخصُّ الدول الظالمة التي تدعم أعداء أمتنا، وهذه سوف اكتب عنها مقالاً مستقلاً.
أرجو من إخواني وطلابي الكرام، الدعاة والأئمة، العاملين في الدعوة ومعلمي ومعلمات القرآن الكريم أن يهبوا، قدر استطاعتهم، ويشاركون في طوفان الدعم ودعم قضايا الأمة، في فلسطين وسوريا، غزة وإدلب.
وأرجو من إخواننا المفتين ومسئولي الأوقاف في بلادنا المسلمة، أن يعمموا على الأئمة والخطباء المحافظة على الدعاء والقنوات في الصلوات والجمع، حتى تنكشف الغمةُ عن الأمة .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد معلم الناس الخير.