د. حاكم المطيري يكتب: مَن خدع مَن؟!
ما ذنب شعوب الربيع العربي؟! ما دامت قد ثارت وأسقطت الطغاة واختارت في الانتخابات من تظن أنهم منها ومعها وخير من يمثلها! للتفاجأ بهم وقد قلبوا لها ظهر المجن، وباعوها بثمن بخس، واتخذوا عدوها صديقا، والمحتل لأرضها حليفا، وتفاهموا في تونس مع نظام ابن علي برعاية فرنسية في باريس وأعادوا السبسي للسلطة باسم الديمقراطية!
وتفاهموا مع الجيش في مصر برعاية أمريكية وأعادوا نظام مبارك باسم الوطنية!
وتفاهموا في اليمن برعاية خليجية أوربية وأعادوا نظام صالح باسم الثورية!
وتفاهموا في ليبيا مع حفتر برعاية المبعوث الأمريكي باسم الشرعية الدولية!
وتفاهموا في المغرب – بعد أن انتخبهم الشعب – مع القصر والمخزن وخرجوا من المشهد بالتطبيع مع المحتل الصهيوني باسم الواقعية!
وأعادوا تحالفهم مع نظام الأسد باسم المقاومة الإسلامية!
ليتبين للشعوب العربية بعد فوات الأوان أن من صنع لها النظام العربي قد أعد لها مسبقا البديل الشعبي والعجلة الخامسة عند حدوث الفراغ السياسي ليحل الوظيفي الإسلامي محل الوظيفي القومي!
فإن كانوا في كل موطن يُخدعون فوالله إن من وثق بهم من الشعوب لمخدوع! وإن كانوا في كل هذه المواطن يخادعون لقد كان الجزاء لهم من جنس العمل!
فالقوم كالقوم في شكل وشاكلة
لا فرق بينهمُ والقول مختلفُ!
من خادع الله مخدوع بخدعته
ينبيك من حاله ما كان يقترفُ!
وصدق الله:
﴿فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون﴾
[هود: ١١٢-١١٣]