د. حاكم المطيري يكتب: ﴿أتى أمر الله فلا تستعجلوه﴾
جاء في الحديث: (يعجب ربك من قنوط عباده وقرب غِيَرِه) أي تغييره لأحوال العباد من حال العسر والشدة إلى حال اليسر والرخاء مع شدة يأسهم وقنوطهم من تغييرها!
وقد زارنا الشيخ الشقيري بوفد من قادة الثورة السورية في يوم الجمعة 30/ 8/ 2024 ودار حديث عن أوضاع سوريا فقلت استعدوا لتحرير حلب فقد اقترب أوانه!
فتحدث منهم الدكتور خالد عن تعقد القضية السورية وتداخل مصالح الدول بحيث لا يمكن أبدا توقع سقوط النظام وتغيير الأوضاع فيها وأنه على اطلاع واسع وتواصل دائم بكل المعنيين بالقضية السورية ويعرف من خفاياها ما لا نعرفه!
وأطال الحديث في إثبات رأيه وكرر عبارة يجب أن نكون (واقعيين) عند تحليل الأحداث وقراءة المشهد!
فلما فرغ من حديثه قلت له: يبدو أنك يا بو عمر خارج نطاق التغطية!
فنظر إلى نظرة تعجب واندهاش لرأيي الخيالي الحالم غير الواقعي!
فقال: ومتى تتوقع تحريرها؟
فقلت له: خلال أسابيع ولن تتجاوز بضعة أشهر بإذن الله وستتفاجأون بتحريرها وما سيحدث من فتح بعدها!
فهز رأسه مستبعدا إمكان حدوث ذلك!
فلم تمض ثلاثة أشهر إلا وهم في حلب!
وهذا ما حدث مثله بيني وبين الشيخ راشد الغنوشي – فك الله أسره وفرج كربه – في لقاء كان في بيتي في أواخر يناير 2010
وكان قد زار الكويت للمشاركة في منتدى المفكرين المسلمين ودار حديث طويل
وقلت استعدوا للثورة في تونس فهي على الأبواب وأخشى أن تحدث ولم تستعدوا لها!
فقال: لا يمكن حدوث ذلك في تونس وليس لها من دون الله كاشفة!
فلم يأت شهر ديسمبر إلا وقد بدأت ثورة أهالي سيدي بو زيد ليسقط نظام ابن علي في 15 يناير 2011 وإذا الغنوشي يعود ليحكم تونس!
فإلى كل المصلحين المظلومين المضطهدين في سجون الطغاة ﴿استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾.