د. خالد حمدي يكتب: في ذكرى استشهاد سيد قطب
رحمة الله على ذلك الذي أخذنا من قلوبنا ومشى بنا «في ظلال القرآن»، نتفيّأ ظلالها، ونتضوّع عبيرها، ونعيش مع الآيات كأنها أنزِلت علينا لأول مرة كما أنزِلت على الصحابة من قَبلنا.
رحمة الله على «سيد قطب» الذي رأى في المنام أن مِحبرته وقعت فأغرق حبرُها مَحبسَه وسجنه ومصر والدنيا فأوّلوها له بانتشار كلماته وذيوع صِيت ظلاله وقد كان…
فقد كتب الله لظلاله القبول حتى بلغ الآفاق… وكتب على قاتله الأفول، حتى لا يُذكَر إلا ويُذكر الخذلان والهزيمة معه.
رحم الله ذلك الذي فسّر سورة يوسف كأنه عاش معه، وفسّر الأنعام كأنما أوحي إليه معانيها، وفسر سائر القرآن كأن محبرته تستمد حبرَها من السماء!!
ولعل الذي بلغه «سيد» من الشرف رسالة لتلامذته وراء القضبان وفي كل ميدان:
أن السجون لا تمنع الوصول..
وأن الطغاة لا يكيدهم إلا مثل إصرار وعزم سيد..
وأن ما مات عليه سيد أكمله تلاميذ سيد..
وأن سجون مصر المظلمة صانعة اليوسفيّين على قسوتها..
وأن الطغاة إلى زوال وإن أوهموا الناس غير ذلك..
وأن «ظلال» سيد وأصحاب سيد وأحفاد سيد أبقى مما كتبه وفعله الآلاف من علماء وأعوان السلطان…
لأن سيد عاش ومات وألّف من أجل الله.. وشانئوه أفنَوا حياتهم خدَمًا وأحذية في أقدام الطواغيت…
وشتان بين الحياتين والموتتين!!
رحمة الله عليك يا «سيد شهداء» عصرنا، و«قطب الدعوة» المبارك.