مقالات

د. خالد فهمي يكتب: الطوفان الجديد «7»

◾يقول رب العزة سبحانه ﴿إن أحسنتُم أحسنتمْ لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا﴾ [سورة الإسراء 17/7].

◾هذه آية منهج، وأية بشارة، وأية افتتحت بجملة شرطية نزلت منزلة القانون أو السنة الإلهية الحاكمة، وتقرر فيها أن طريق الإحسان للنفس هو فعل الإحسان وطاعة الله تعالى ، أحسنتم الأولى : أطعتم وبررتم والتزمتم، وأحسنتم الثانية هي الثواب والنعمة العائدة والمكافأة المرودة المتحققة الناتجة المثمرة من غرس أحسنتم الأولى، وتكرار ﴿أحسنتم﴾ صناعة للذة الجمالية المفجرة للبهجة النفسية،  وقوله تعالى ﴿وإن أسأتم فلها﴾ هو تتمة القانون، وتتمة السنة الإلهية، وبيانها وتوضيحها أن الهزيمة ناتج صناعة السوء، أو ناتج صناعة المعصية، وناتج التنكر للوحي، وناتج الدخول في حجر ضب الغرب العدو الفاجر، وناتج التبعية المريضة، وناتج التغريب المهلك وناتج السماح لعناصر العلمنة بالتمدد والانتشار والتفشي.

◾الآية تعالن بأنه ﴿إذا جاء وعد الآخرة﴾ من مرتي الإفساد المذكورتين سابقا تحقق للأمة التي تواجه المجرمين المسيئين الذين تنكروا لموسى وشريعة موسى ووحي السماء وأفسدوا في الأرض قتلا وحرقا وهدما – الإساءة

لهؤلاء.

◾الإساءة إلى الوجوه في الآية هي صغار تصنعه مصانع المجاهدين والمقاومين المؤمنين والإساءة إلى الوجوه هي فضح المجرمين وتعرية دعايتهم الكاذبة، وتعرية جبنهم المقيم والإساءة إلى الوجوه هي إسقاط العلو الإجرامي، وإهانة للنموذج الإجرامي، وكشف الخزي الصهيوني ودخول المسجد واضح صريح واستعادته وتحريره هو الدلالة المقصودة في قوله ﴿وليدخلوا لمسجد كما دخلوه أول مرة﴾ تعليل للدعوة إلى الإحسان والابتعاد عن الإساءة والمعصية

دخول المسجد هي التجلي الأعظم للطاعة والإحسان والتزام الوحي والعمل بموجب إعادة النبي صلى الله عليه وسلم للأنبياء بالمسجد الأقصى ودخول المسجد -غير بعيد- لأن الله مكن منه في المرة الأولى، ودمر صنيع بني إسرائيل الذين أجرموا، وأخرجهم منه قديما، وشتتهم في الأرض قديما، وكتب عليهم النفي قديما وما يتحقق مرة فهو قابل للتحقق أخرى والإحسان والطاعة والتزام الوحي والإقبال على الله وابتغاء وجهه هو الطريق لتدمير العلو الإجرامي للعدو المحتل المنتسب إلى بني إسرائيل في الوقت الراهن

◾ ﴿وليتبروا ما علو تتبيرا﴾ تعليل لفعل الطاعة ونوئح ﴿إن أحسنتم﴾ الأولى، وتفسير ﴿أحسنتم لأنفسكم﴾

 التتبير إهلاك المجرمين، والتتبير تدمير علو المجرمين، والتتبير إيقاف آلة الإفساد التي يقوم على رعايتها المجرمون

◾ الآية الكريمة تقول إن المسجد سيحرره المحسنون، وسيزيل نجاسة ما حوله المحسنون المؤمنون المقاومون

الآية تقول إن الأرض المباركة تستعد لتكون مكافأة المحسنين من المقاومين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى