د. راسخ الكشميري يكتب: كيف تعاملت باكستان مع السيخ
سنتحدث عن السيخية وكيف تعاملت باكستان مع إحدى الأقليات فيها على رغم الصدع التاريخي بينهما، وسنتحدث أيضا في نهاية الأمر عن المسجد البابري الذي قام القضاء الهندي قبل قليل بسحبه من المسلمين، وإعطائه للهندوس، تستطيع أن تقارن من هو الأكثر انفتاحا تجاه الأقليات، الهند أم باكستان؟
السيخية ديانة توفيقية أخذت فكرتها وروحها من الإسلام والهندوسية، فقد ولد مؤسسهم (گرو نانک) في بيت هندوسي ثم كانت له صلات وميل نحو المسلمين أيضا، والسِّيخ كلمة معربة من (سِكھ) بكسر السين، وإدغام الكاف في الهاء، ويعني ذلك (التلميذ)، أما كلمة (گرو) Guru بالعربية (غورو) تعني (المعلم).
العنصر الإسلامي – الذي قد يحير القارئ- والموجود في السيخية هو (التوحيد)، فهم يعترفون بإله واحد بأسماء متعددة ظاهرها هندوسية، وهي مثلا (براهما)، و(هاري)، و(رام)، أما كتابهم المقدس فيسمى (كرانت) (گرانتھ) Granth وهو خليط من قصائد وخواطر للمؤسس (نانك)، والشاعر الهندي (كبير).
السيخ في الأصل (بنجابيون)، عاصمتهم (أمرِتْسَر) الواقعة في (بنجاب) الهند، يزيدون على ٢٧ مليون نسمة، متمركزون في الهند، ومتوزعون في أنحاء العالم، ما يميزهم هي العمائم الكبيرة والملونة، في باكستان يتمرمز أكثرهم في لاهور، وملتان، وراولبندي، و فيصل آباد، ومدينة (ننكانه صاحب).
على الرغم أن السيخ عادوا المسلمين، وبالأخص في كشمير، فتاريخهم هناك مريع جدا من الناحية الإنسانية، وكانوا متحدين مع الهندوس حين استقلت باكستان عن الهند، وأذاقوا المسلمين الويلات خصوصا لأولئك المسلمين الذين قدموا هاجرين من الهند إلى باكستان.
أصبحت باكستان مهمة للسيخ بل وأصبحوا مؤخرا يظهرون وقوفهم مع القضية الكشميرية، وأظن أن أسباب ذلك دبلوماسية وسياسية، فلديهم في باكستان مقدسات في مدينة (ننكانه صاحب) حيث ولد مؤسسهم، وكذلك ممر كرتاربور حيث الوعيد الذي قضى فيه مؤسسهم آخر حياته.
يطالب السيخيون من الهند بالاستقلال، وبناء وطن خاص لهم ينحصر في (بنجاب)، كلمة (بنجاب) معناها الأنهار الخمسة، ويعتبر بنجاب مركز السيخ على مر التاريخ، ومن أجل ذلك سيقيمون العام المقبل حدثا عالميا Refrundum يحاول فيه السيخ إثبات أنهم يريدون وطنا مستقلا لهم تحت مسمى (خَالِصْتَان).
أما صلة (غورو نانك) بمكة المكرمة فالتفصيل فيه أسطوري ومضحك حين زار حسب ادعاءات سيخية مكة المكرمة في القرن السادس عشر، وهنا أؤكد كما سبق وأن طرحت أكثر من مرة أن علينا كمسلمين أن نقوم بدراسات أكاديمية في أدبيات الهندوس والسيخ من أجل استخراج مكنون ضميرهم فيما يخص الكعبة المشرفة.