مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: حمي الوطيس

حمي الوطيس.. هذه العبارة التي لم يسبق النّبيَّ صلى الله عليه وسلم بها أحدٌ، ولم تكن تعرفها العرب قاطبة؛ نطق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين، عندما اشتعلت الحرب مع ثقيف وهوازن؛ بعد أن انهزم المسلمون أول الأمر، فثبت صلى الله عليه وسلم والتفّ المسلمون حوله وكتب الله لهم النصر..

ولست أدري ما هذه البلاغة النبوية؟ وما هذه الفصاحة العربية؟ وهل هذا اللفظ استعارة أو تورية حتى يومي هذا؟!

حتى أهل اللغة والبلاغة لم يصلوا فيها إلى رأي جازم، أو قول واحد، ولا إلى أصلٍ آصل.

ففريق قال: الوطيس: التَّنُّور؛ وهي استعارة بليغة.. ويكون المعنى: اشتدت الحرب..

انظر:

المجتنى لابن دريد: ٣،

الروض الأُنف للسهيلي: ٧/ ٢٧٥

وقد عقد ابن دريد في المجتنى بابا لما سُمع من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُسمع من قبله.

وقال فريق آخر: الوطيس: نسبة لوادي أوطاس الذي في ديار هوازن، وبه كانت وقعة حنين، وأن اسم أوطاس أصلا منقول عن جمع وطيس (كـ يمين وأيمان) وذلك فيه تورية بديعة من النبي صلى الله عليه وسلم.. ويعني بها: اشتعل الوادي الذي بديار هوازن.

انظر:

معجم البلدان لياقوت: ١/ ٢٨١

فانظر لفصاحة النبي صلى الله عليه وسلم وبلاغته، وكيف أنه صلى الله عليه وسلم قد رمى بسهم للبلغاء والفصحاء ليقدحوا زندهم ويعملوا عقولهم، وهو لحظتها مشغول يقود جيشًا ينازل به أشد العرب بأسًا في الحرب، وأشدهم بـطشًا وفـتكًـا؟

وإنّ هذا -والله- لمن معالم نبوّته، ودلائل صدقه وشارات دعوته.. صلى الله عليه وسلم..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights