مقالات

د. ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: في خطورة الأهواء والبدع!

حكى أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في الإحياء أن إبليس لعنه الله بث جنوده في زمان الصحابة رضي الله عنهم، فرجع جنود إبليس منكسرين

فقال: ما شأنكم؟

قالوا: ما رأينا مثل هؤلاء القوم؛ ما نصيب منهم شيئًا.

قال: هؤلاء صاحبوا نبيهم وشاهدوا نزول الوحي، ولكن سيأتي بعد هؤلاء قوم تنالون منهم حاجتكم.

فلما جاء التابعون بثَ جنوده، فرجعوا إليه منكسرين.

فقال: ما شأنكم؟

قالوا: ما رأينا أعجب من هؤلاء؛ نصيب منهم الشيء بعد الشيء من الذنوب، فإذا جاء آخر النهار أخذوا في الاستغفار فتُبدّل سيئاتهم حسنات.

فقال: إنكم لن تصيبوا من هؤلاء شيئًا لصحّة توحيدهم واتباعهم سنة نبيهم، ولكن سيأتي بعد هؤلاء #قوم تقر أعينكم بهم، وتلعبون بهم لعبًا ولهوًا، تقودونهم بأزمتهم إلى أهوائهم كيف شئتم، لا يستغفرون فيغفر لهم ولا يتوبون فتُبدّل سيئاتهم حسنات.

قال: فجاء قوم بعد القرون الأوائل فبثّ فيهم الأهواء، وزين لهم البدعة، واستحلوا قبيحها، واتخذوها دينا، ولا يستغفرون منها، ولا يتوبون عنها، فسلطت عليهم الأعداء وقلدتهم أين شاءوا.

إحياء علوم الدين: ١/ ٨١.

وسواء كان هذا الأثر الذي حكاه الغزالي رحمه الله صحيحًا ثابتًا أو غير ذلك؛ فالواقع يشهد له؛ نسأل الله العفو والعافية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights