حوارات

د. طارق عبود : نتنياهو يقود المنطقة نحو حرب شاملة وإدارة بايدن عاجزة

حزب الله قادر علي امتصاص الضربات الهيستيرية  واستهداف جميع بقاع الكيان

لمقاومة اللبنانية تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة لم تستخدم في المواجهة  مع الكيان بعد  

تأليب الحاضنة  الشعبية للحزب ودفع سكان الجنوب النزوح مقدمة للدخول في حرب شاملة

الحرب الشاملة ستضرب مصالح واشنطن في مقتل و ستدفعها للتدخل لوقف المواجهة

مستوطنو الشمال لن يعودوا الا في إطار صفقة تكتب نهاية العدوان علي غزة

ضربات تل أبيب لن توقف إسناد المقاومة الفلسطينية باعتباره خيارا وجوديا للجميع

محور المقاومة لن يقبل بهزيمة حزب الله وحماس وأنظمة عربية تراهن علي الاحتلال

المواجهة بين تل أبيب والمقاومة اللبنانية لن تنه الحرب علي غزة لهذه الأسباب

        

،أكد المحلل السياسي اللبناني المختص في الشئون الدولية الدكتور طارق عبود أن التوحش الصهيوني ضد المدنيين اللبنانيين سواء في الضاحية الجنوبية ،أو في مناطق التماس هدفه تأليب الحاضنة الشعبية للمقاومة إرهاق حزب الله قبل بدء الحرب الشاملة، وإشاعة أجواء من الفوضي بعد استهداف قادة الحزب  ،ولكن هذه المساعي لا تتجاوز كونها أهدافا تكتيكية لم تلحق ضررا حاسما بالحزب.

قال عبود في حوار له مع “جريدة الامة الاليكترونية”، إن حزب الله قادر علي امتصاص الضربات الصهيونية والرد عليها بشكل حاسم ،خصوصا أن لديه ترسانة ضخمة من الأسلحة الدقيقة والقوية، القادرة علي الوصول لأي بقعة في الكيان ،متي تطلب الأمر ذلك.

ولفت الي ان هناك خطوطا حمراء سيصعب علي الاحتلال تجاوزها ،وفي مقدمتها القيام بعملية اجتياح بري في الجنوب، أو محاولة إقامة منطقة عازلة ،لافتا إلي أن هذه المغامرة ستتطلب كلفة عالية ،وثمنا  باهظا يصعب علي الاحتلال تحمله ،بشكل سيدفع لتجنب الدخول في حرب شاملة والاكتفاء بضربات جوية وقصف مدفعي باعتبار اقل تكلفة

وبدا المحلل السياسي اللبناني واثقا من عدم قدرة الاحتلال علي هزيمة المقاومة في كل من فلسطين ولبنان ،لاسيما أن  المقازمة لن تقبل ذلك  جملة وتفصيلا ،بل إنها قد تجبر علي  الحرب الشاملة ،اذا استمرت مجازر الاحتلال واستهدافه لكوادرا ها ،رغم أنها لا تفضل هذا السيناريو الذي سيفجر الا وضاع في المنطقة ولن يخرج منه أحد رابحا..

التفاصيل الكاملة للحوار مع المحلل السياسي اللبناني طارق عبود نعرضها بالتفصيل في السطور التالية 

صواريخ حزب الله تقتل جنود الاحتلال أثناء محاولة الهرب

*في البداية كيف تنظر إلي تصاعد الأحداث في لبنان بين الاحتلال وحزب الله والي اين تتجه بوصلتها ؟

**الواضح أن الإسرائيلي يحاول بكل قوة جر المنطقة لحرب واسعة ،وهذا يظهر منذ البداية منذ استهداف القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر و وإحداث البيجر واللاسلكي ،ووصولا لاستهداف قائد وحدة “الرضوان ” عقيل إبراهيم وغيره من القادة ،وتكثيف هجماته بشكل واضح في البقاع والنبطية وصور، واستهداف  المدنيين

وهذا يؤكد أننا بدأنا الحرب فعليا ،التي قد يكون الكيان الصهيوني هو من بادر بإشعالها لكنه لن يتمكن من انهائها ،وتحقيق أهدافها المعلنة بدءا من استعادة قوة الردع مع قوي المقاومة ، أو إعادة سكان الشمال ودفع حزب الله للزاوية والتراجع  الي جنوب الليطاني ، وتغيير الواقع في الجنوب اللبناني وهذا ما لن يتحقق.

*لكن يبدو أن هناك حالة من الغموض تكاتف اهداف الاحتلال وقادته من وراء التصعيد المحسوب  انهم رغم كل شئ لا يسعون لحرب شاملة؟

**هذا نوع من التكتيكات وتبادل الأدوار بين أعضاء حكومة نتنياهو فإذا حققوا انتصارا تكتيكيا مثلا واستهداف قادة حزب الله او أزمة البيجر واللاسلكي نجدهم يرفعون اهداف المواجهة، فإذا رد حزب الله بشكل قاس واستهداف المجمع العسكري في يافا وغيرها من الأهداف الحيوية كقاعدة رامات ديفيد نجدهم يتراجعون ويؤكدون انهم غير معينين بالتصعيد.

بل إن عددا منهم تحدث عن القيام بمناورة برية في الجنوب ، رغم إدراكهم بأن هذه المعركة لن تكون سهلة، وسبق لهم القيام بها في حرب ٢٠٠٦ولحقت بهم خسائر فادحة .

ومن ثم اري ان التيار الغالب في تل أبيب، مازال يفضل القصف المدفعي والقصف الجوي بمقاتلات “إف ١٦”واستهداف القادة حتي الآن علي الأقل

باعتبار أن هذه العمليات اقل كلفة، بالمقارنة بعملية برية ،قد تكون لها تداعيات كارثية علي العدو الإسرائيلي وجيشه المنهك

*غير أن اندلاع حرب موسعة في المنطقة يبقي خيارا متاحا؟

**يبقي خيارا متاحا جدا لاسيما اذا امتدت الحرب لمدة طويلة واستمرت المجازر في صفوف المدنيين ،وتوسع معها استهداف قادة الحزب ساعتها لن تجد قوي المقاومة وآخرين في المنطقة أمامها من خيار سوي الحرب الشاملة ،باعتبارها ان هذه القوي لن تقبل بأي حال من الأحوال هزيمة حزب الله، أو دفعه لتقديم تنازلات تخرجه من حلبة التأثير، وهو ما ينطبق كذلك علي قوي المقاومة الفلسطينية.

وساعتها لن تجد واشنطن التي تؤيد حاليا مغامرات نتنياهو، ولا تفعل شيئا امام الجنون الصهيوني ، الا التدخل ووقف هذه الحرب التي تضرب مصالحها في مقتل باعتبار  أن هذه الحرب ستخلق سيولة في المنطقة بشكل يعرض المصالح الاستراتيجية الغربية للخطر..

*وفي هذا السياق ما هي الأوراق التي يملكها حزب الله؟

**الأوراق التي يملكها حزب الله عديدة، في مقدمتها انه يدافع عن أرضه ويعرف شعابها وكيف يقاتل ويقتل الصهيوني فيها، ناهيك عن ترسانة من الصواريخ، لم تستخدم بعد قادرة علي استهداف العدو برا وبحرا .

ناهيك عن ترسانة ضخمة مضادة الدروع والآليات،  بشكل يجعله قادرا علي إلحاق خسائر فادحة بقوات الاحتلال ،ل لن تتحمله مما سيجبر العدو للتراجع ووقف ومجازره في صفوف المدنيين ،ودفع من يقفون وراءه للتدخل لفرض تسوية دبلوماسية، توقف الحرب ،وتمنع تحولها لحرب شاملة.

عقيل ابراهيم واحمد وهبي

*في الوقت الذي تتحدث عن قدرة حزب الله علي مواجهة العدو تبدو عملية الاختراقات الأمنية لحزب الله واستهداف قادته أمرا شديد الغرابة؟

**بالفعل حزب  الله يعاني من الخرق الأمني ،الذي مكن الاحتلال من استهداف قادته واختراق شبكة اتصالاته، ولكن مما يزيد الأمر سوءا ان الاحتلال سيعمل علي تعميق هذا الخرق علي المدنيين، وسيحاول  إلحاق اكبر قدر من الضرر بهم  والضغط علي المرافق الصحية .

ولكن مع خطورة هذا الخرق واستهداف القادة فهذا لم يتجاوز كونه إنجازا تكتيكيا ، حيث لم ينجح في إشاعة الفوضى داخل الحزب ،بل إن مقاتليه نجحوا في توجيه ضربة نوعية للاحتلال في يافا .

بل انهم قادرون علي خوض معركة طويلة مع العدو، وتكبيده خسائر فادحة ، وإفشال مساعي لإعادة سكان الشمال بدون وقف العدوان علي قطاع غزة ،والضفة الغربية ويحول معها أحلام الاحتلال في إقامة شريط حدودي كالذي انسحب منه عام ٢٠٠٠وهما.

*لكن هل من تفسير لشراسة القصف الجوي الإسرائيلي الضاحية ومدن عديدة في الجنوب بشكل أوقع هذا الكم من الخسائر البشرية ؟

**هدف العدو واضح ،بإيقاع اكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين لدرجة ان سقوط ما يقرب من ٥٠٠شهيدا ،لم يحدث خلال الأيام العشرين الاولي لحرب ٢٠٠٦

ولكن العدو يريد تحقيق عدد من الأهداف من وراء هذا التصعيد اولها إرهاق حزب الله قبل تحويل المواجهة لحرب شاملة و تأليب الحاضنة الشعبية  في مناطق الجنوب عليها، باعتبارها الخاصرة الرخوة للمقاومة في تكرا  السيناريو غزة ،

ويسعي الاحتلال كذلك  للضغط علي المدنيين للنزوح من مناطق الجنوب والحدود ،كي يزعم  انه نجح في تهجير مليون مواطن لبناني، مقابل ١٠٠ ألف من سكان المستوطنات في الشمال وهو ما حدث بالفعل حيث غادر عشرات الآلاف الجنوب والبقاع والنبطية ،لمناطق بيروت وطرابلس والجبل وهي مناطق أكثر امنا..

*هنا أيضا يطرح تساؤل نفسه لماذا لم يقم حزب الله باستهداف تل أبيب عملا بقاعدة عاصمة مقابل عاصمة بعد استهداف الاحتلال لبيروت؟

نحن مازلنا في بداية المعركة ،ومازال حزب الله في مرحلة امتصاص الضربات ،التي كان متأكدا انها ستكون هيسترية وجنونية في الأيام الأولى.

وقد دخل الحرب في مرحلة التقييم وتحديد كيفية الرد الذي سيصل تل أبيب وأماكن استراتيجية بها عاجلا أم أجلا ،حال استمرار المجازر والتصعيد  ،مع ضرورة الوضع  في الاعتبار هنا  أن هناك العشرات من الطائرات المقاتلة تحلق  في سماء لبنان ،وكذلك المسيرات تجوب أجواء الجنوب .

ومن هنا يجب الإشارة إلي أن  الحزب لازال يحاول سد الثغرات العديدة التي لحقت نتيجة ما جري البيجر واللاسلكي انطلاقا من ان الثغرات لا تعني أن الاحتلال قادر علي الوصول لكل شى

ومن ثم أؤكد أن مطالبة البعض لحزب الله  بالرد السريع علي العدوان الصهيوني، يبدو متسرعا وغير منطقي ،ولكني اطمئن الجميع ان المسألة وقت فقط ،وستصل صواريخ الحزب لتل أبيب ، ولكل مكان في الكيان متي تطلب الأمر ذلك.

* في هذه الأجواء كيف تري تأثير التصعيد بين الاحتلال وحزب الله علي الحرب علي غزة؟

**الإسرائيلي سيكشف هجماته علي القطاع ويحاول فرض أجندته مجددا ،وسيضاعف من حجم ومجازره، باعتبار أن العالم كله منشغل، بنزاع أخر جنوب لبنان .

*هل تتوقع أي تغيير في مواقف الدول العربية في المواجهة بين الاحتلال وقوي المقاومة بعد التصعيد علي الجبهة اللبنانية؟

**للأسف لن يحدث أي تغيير ،بل ستستمر العديد من الدول العربية في الرهان علي قدرة إسرائيل علي هزيمة قوي المقاومة، التي تشكل صداعا مزمنا ،لعديد من الأنظمة المتماهية بشدة مع المشروع الصهيوني في المنطقة، والتي تبارك هجماته علي من تراهم خصوما لها .

يحدث هذا رغم إدراكهم بخطورة الحرب الشاملة ،التي يحاول الإسرائيلي جر الجميع إليها و في مقدمتهم الولايات المتحدة ،وهي حرب لن يخرج منها أحد منتصرا كما يزعم الاحتلال بقدرته علي تحقيق أهدافه وبل أن الأمور ستخرج عن السيطرة وتتجه للانفجار.

*يسعي الاحتلال بكل قوة منذ فترة لفك أي ارتباط بين المقاومة اللبنانية ونظيرتها الفلسطينية في قطاع غزة فهل تري إمكانية نجاح هذا الهدف؟

**جبهة  الإسناد ستستمر ومعها الارتباط بين حزب الله والمقاومة الفلسطينية ،وهذا يبدو واضحا من قيام حزب الله باستهداف مجمع رافائيل العسكري وقاعدة رامات ديفيد في حيفا وهذا دلالة رمزية لا تخطئها عين

حيث عكست تحولا استراتيجيا كبيرا واوصلت عديد من الرسائل العدو والتي سبقتها تأكيدات علي لسان زعيم حزب الله حسن نصر الله ونائبه الشيخ نعيم قاسم حين تحدثوا عن الحساب المفتوح مع العدو، وعن استمرار إسناد المقاومة الفلسطينية، بشكل يؤكد أن اهداف العدو علي هذا الصعيد لن يتحقق

*

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى