مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: أين نار الكفار.. من نار الجبار القهار؟

حرق العشرات والمئات من المسلمين الموحدين كل حين على يد شر البرية من المغضوب عليهم بمساندة الضالين ومعاضدة أنظمة المنافقين.. يمثل فواجع تتجدد، ونوائب تتوالى فتفتت أكباد المسلمين العاجزين وتقيم الحجة على المتعاجزين..

لكن ذلك في واقع هذا الحال لا ينبغي أن يصرفنا عن حقيقة المآل، فإذا كانت نار الكفار في الدنيا لا ترحم المستضعفين حتى يسلموا أرواحهم للرب الرحيم؛ فإن نار جهنم وعذابها الأليم تتجدد في أجساد لا تغادرها الأرواح أبد الآبدين، كما قال رب العالمين.. {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء/٥٦]

وهذه النار الأبدية التي لا يصلاها إلا الأشقى من يهود ونصارى ومنافقين، لا تقارن أبدا بتلك النار العارضة الخاطفة التي ترتقي بها سريعا أرواح الشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون، فقد بين رَسول اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الفرق بين النارين فقالَ: {نَارُكُمْ جُزْءٌ مِن سَبْعِينَ جُزْءًا مِن نَارِ جَهَنَّمَ، قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قالَ: فُضِّلَتْ عليهنَّ بتِسْعَةٍ وسِتِّينَ جُزْءًا، كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا).

رواه البخاري (٣٢٦٥)

 وتأمل الفرق بين مصير ومآل الفريقين في قول الله تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (سورة الحديد/١٩).

هذه كلمات في سلوى كل المبتلين.. وإن كانت لا تغني عن الاستعداد الجاد ليوم يشفي الله فيه صدور قوم مؤمنين.

فاللهم تقبل شهداء الفجر في فلسطين، وارفعهم في عليين، ومن سبقهم إلى الشهادة في سائر بلاد المسلمين، وسلط نار انتقامك وعذابك بأيدي المؤمنين؛ على قتلة الأنبياء من اليهود الملاعين وأعوانهم، في هذه الحياة الدنيا قبل أن يقوم الناس لرب العالمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى