د. عبد العزيز كامل يكتب: إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ
عندما يتولى الحليم العليم بقدرته إجابة استغاثات المظلومين -ولو بعد حين- في داخل غزة وما حولها، ويستجيب لمن نصروهم خارجها بالقنوت في الصلوات بخالص الدعوات،
فيفتح بها نافذة من الجحيم الدنيوي المؤذن بالأخروي، ليحرق به بلاد الطاغية الذي هدد المسلمين بالجحيم..
فهنا تلهج ألسنة المؤمنين بقول رب العالمين {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ} [الحجر/ ٧٧)
وأن تكون حرائق كاليفورنيا قد دمرت في أيام قليلة أكثر من ١٢ ألف مبنى وأسفرت عن اختفاء أحياء كاملة كانت بها ممتلكات المشاهير والأثرياء والكبراء،
وتسببت في تشريد أكثر من ١٦٦ ألفا من سكان تلك البلدة، واحتراق نحو ٣٦ ألف فدان من مزارعها،
لتصل الخسائر المادية إلى ٢٥٠ مليار دولار حتى قال ترامب عن تلك الكارثة إنها لم يسبق لها مثيل في تاريخ أمريكا..
عند ذلك يقول من أجاب الله دعوتهم.. {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ}..
وعندما ينتقم الله شر انتقام من طاغوت الكرملين، الذي حرق مئات الآلاف من المسلمين في أفغانستان والشيشان وسوريا،
فيطيل عمره حتى يحرق قلبه على مستقبل روسيا التي قضى أكثر من ربع قرن في إعادة بنائها، فإذا به يراها مهددة بالذبول والأفول في سنوات قليلة، بسبب الحرب الضروس بين نصارى الروس ونصارى جارتهم المدعومة من نصارى الغرب اجمعين..
فللمسلمين أن يسبحوا بحمد ربهم ويقولوا: {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ}..
وأما ما يخص مشروع شيعة الفرس الإيرانيين الذين طغوا في كثير من البلاد فأكثروا فيها الفساد،
من خلال تتابع عدوانهم على عشرات الملايين من المسلمين السنة قتلا وتدميرا وتشريدا خلال السنوات الخمس وأربعين لمشروعهم اللعين..
فمن الآيات المبهرة للعقول أن يزول ذلك الخطر الأكبر في أقل من شهرين، من خلال تسليط من هم أشر منهم، وهم المغضوب عليهم..
فلا ريب عندها أن يقول المظلومون.. {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ}..
وقد أذن الله بعد طوفان الأقصى الذي أطاح بمنظومة (أمن إسرائيل) مؤخرا.. أن ينطلق طوفان الشام ليضع ملامح المعالم المستقبلية لمشاريع التغيير،
التي ستنقذ العالم من كيان الطغيان والعلو الكبير.. فبعد أن زعم (النتن) انه تخلص مما أسماه (إرهاب حماس) في جنوب فلسطين..
يأتيه الطوفان الجديد من شمالها.. وهذا بلا ريب لايمكن فهمه إلا من خلال هذا اليقين
{إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّلْمؤْمِنِينَ}..
لكن من العجب أن فراعنة العصر وكل عصر لا تردهم الآيات حتى الممات، كما قال الله عن أسلافهم
{وَمَا نرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أخْتِهَا ۖ وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الزخرف/ ٤٨)
لذلك تتابع الآيات وستتابع بما هو أعظم في أثره، وأوسع في زمانه ومكانه، كما فصل ذلك العليم القدير في سورة فصلت، ثم قال:
{سَنرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٥٣) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ (٥٤)}.