مقالات

د. عبد العزيز كامل يكتب: الصف الاسلامي العام.. هل آن الأوان؟ (١)

منذ سنوات عديدة؛ يتحدث كثيرون -وأنا أحدهم- عن ضرورة السعي لإطلاق (تيار إسلامي عام) يحوي جهود عامة أهل الإسلام لخدمة الدين، دون تقيد بآفات الانتماءات القطرية والحسابات الرسمية، والحزازات الحزبية، ويطوي بين جنباته في الوقت ذاته الآثار والثمار الإيجابية لكافة التجمعات والكيانات المنتمية إجمالا لمعتقد أهل والجماعة، وعلى أن يأتي ذاك التيار أو بالأحرى (الصف) العام؛ تطويرا -لا بديلا- عن التجمعات والاتجاهات العاملة، غير المبدلة ولا المغيرة، وقد طال انتظار تحقيق هذا المسعى الهام عاما بعد عام.

وكنت قد دعوت منذ مدة للسعي في وضع إطار لهذا التيار بمقال لي في (مجلة البيان) اللندنية، عدد ١٨٨، شهر ربيع الآخر لعام ١٤٢٤ الموافق لعام ٢٠٠٣ في أعقاب كارثة غزو العراق، وكان عنوانه: (تغيير الخطط.. في مواجهة خطط التغيير). وكان ذلك المقال في الأساس دعوة لإنشاء ما أسميته حينها (رابطة الدعاة) وكان المقصود وقتها إنشاء هيئة دعوية علمية عالمية مستقلة، من خاصة أهل العلم و الفكر والدعوة، من ذوي النهج الصحيح من كافة الاتجاهات والتخصصات الملتزمة إجمالا بمحكمات أهل السنة، على أن تتخلى هذه الرابطة الدعوية عن الارتباط بثلاثية الفشل المدمر لأي كيان دعوي جاد على مستوى الأمة؛ وهي : (الرسمية والحزبية والقطرية)..

وكان الطموح أن تمثل تلك الرابطة عقلا جماعيا للأمة، في مقاربة لما اصطلح أهل العلم على تسميته بـ(أهل الحل والعقد) على أن تفرز تلك “الرابطة الدعوية” فيما بعد؛ رابطة “علمية” بذات الشروط، فتكون تمثيلا لولاية الأمر العلمية المأمور شرعا بطاعتها حتى قبل ولاية الأمر الشرعية السياسية، وذلك في قول الله تعالي: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ} (النساء/٥٩)

وكان المأمول أن تسهم كلا الرابطتين (الدعوية) و(العلمية) في مرحلة لاحقة في إنشاء ذلك (التيار الإسلامي العام) لذلك قلت في نص ذاك المقال:

(إن «رابطة الدعاة» بهذا المعنى: هي التي يمكن أن تمهد لوجود [تيار إسلامي عام] يجعل الانتماء للإسلام فوق الانتماء للافتات واليافطات والجماعات والأمكنة، وينهي بشكل طبيعي مرحلة التجمعات الجزئية التي استنفد الكثير منها الغرضَ من إنشائها.

وإن (رابطة الدعاة) بهذا المعنى: هي التي يمكن أن تخاطب بلا قيود ولا حساسيات الشريحة الأكبر من قطاع المتدينين، وهي شريحة غير المنتمين.”) انتهى النقل من المقال.

(اقرأ المقال كاملا بالضغط على العنون ⇐ تغيير الخطط.. في مواجهة خطط التغيير

وللحديث بقية بإذن الله

د. عبد العزيز كامل

‏دكتوراة في أصول الدين‏ في ‏جامعة الأزهر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights