– العدل من أعظم القيم الإنسانية والإسلامية على الإطلاق، به ميزان الكون واتزانه.. وبغيابه خلل الكون وانهزامه.. أمرت به كل الشرائع، واحتوته كل الشعائر، وطالبت به حتى المشاعر قدر الاستطاعة.. من سمات الفطر السليمة والعقول الحكيمة والنفوس السوية.. وهو أمر الله لعباده حفاظا على حقوقهم وحماية لحياتهم، واستمرارًا لبقائهم.
– لا أقصد عدل وعدالة القضاء والمحاكم والحاكم، فهذا مع أهميته ليس بأيدينا ولا سلطان لنا عليه، سلطاننا على أنفسنا ومن نعول.. العدل مع النفس والأهل والصحب والجيران وزملاء العمل.. نعم أتحدث عنك لا غيرك، فلا سلطان لك على أحد غير نفسك وأهلك وخاصتك.. العدل مع جماعتك وحزبك ومؤسستك.. هكذا تنمو وتتفرع شجرة القيم، تبدأ بنا نحن فرادى ومثنى وثلاث، ثم تنمو وتتفرع وتثمر، عندما يقتدي بك غيرك حيث كنت وحيث كان.
– لا تنتظر العدل من أحد، وأنت غير عادل، بل قد تكون أحيانًا ظالم لنفسك ومن حولك، وأقسى الظلم، ظلم ذوي القربى.
{۞ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)} النحل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (8) المائدة