الجمعة أكتوبر 4, 2024
أقلام حرة

د. محمد عياش الكبيسي يكتب: النفاق

في مجلس عامر بالنخب العلمية والدعوية، كانت لي كلمة حول خطورة (النفاق) أيام المحن والأزمات، ألخصها في النقاط الآتية:

1- حقيقة النفاق هو الكفر، كما قال تعالى في سورة “المنافقون”: (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم)، وقوله في سورة التوبة: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله) ومن هنا يختلف المنافق عن المسلم الذي قد يضعف وقد يغلّب مصلحته الدنيوية وقد تزل به القدم في لحظة ضعف بشرية أو سوء تقدير للموقف كما حصل لرماة أحد، ولسيدنا حاطب قبيل فتح مكة وللثلاثة الذين خلّفوا.

2- غاية المنافق دائما هي ضرب الإيمان، والتشكيك بثوابت الأمة، كما كشف الله تعالى دورهم في سورة التوبة: (ولئن سألتهم ليقولنّ إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون)، وهو الذي نراه اليوم من حملات ضخمة للطعن في عرض النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في صحابته من المهاجرين والأنصار وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون، والطعن في الله ذاته جل وعلا حيث جعلوا له أندادا يشاركونه في صفاته وينازعونه في ملكه وسلطانه، وهذا نص كلام الخميني في الخلافة التكوينية للأئمة والتي قال إنها تخضع لها كل ذرات الكون.

3- بناء على ذلك فإن ما يقدمونه من مساعدات في ظروف تخدم مصالحهم لا تشفع لهم ولا تزكيهم، فقد نص القرآن على ذلك بقوله: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون) وصدق الله فلو كانوا راغبين بمساعدة المجاهدين وتقديم العون لهم فلماذا يقتلون إخوانهم في البلاد الأخرى، ويتحالفون مع الكافرين ضدهم كما حصل إبان الاحتلال الأمريكي للعراق وكما يحصل في سوريا واليمن.

وأنت تعجب بعد ذلك ممن يدعي العلم أو الفكر وهو يضع لنفسه ميزانا غير ميزان الله، فيتقرب منهم ويدافع عنهم ويكون سببا في تضليل كثير من عامة الناس بهم وبمعتقداتهم، بحجة أنهم أحسنوا هنا، وإن كانوا قد أساءوا هناك!! وهو ميزان واضح أنه يعتمد المصالح السياسية المجردة، أما الإيمان نفسه فشيء آخر لا يدخل في حساب هؤلاء، بينما الله تعالى يقول : (لئن أشركت ليحبطن عملك).

4- أخيرا؛ إن هذه الأمة على مر تاريخها الطويل قد خاضت معارك على أكثر من جبهة وبأكثر من صورة، انتصرت وانكسرت، تقدمت وتوقفت، هذا كله طبيعي ومتوقع، لكن الثابت الذي لا ينبغي أن نحيد عنه إنما هو التمسك بإيماننا وأصول عقيدتنا حتى نلقى الله تعالى وهو راض عنا، فذلك هو الفوز العظيم الذي ينسينا كل هم وكل محنة ألمّت بنا،

فالثبات الثبات يا إخواني، (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء).

ثم ختمت بضرورة نصرة المسلم لأخيه المسلم في أي نازلة، وأن هذا من فروض الكفايات، وأن فرض الكفاية لا يسقط عن عامة المسلمين حتى تتحقق الكفاية وتسدّ الحاجة.

ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل.

Please follow and like us:
د. محمد عياش الكبيسي
مفكر وداعية اسلامي، دكتوراه في الفقه الاسلامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب