الأمة: في أحدث حلقة من برنامج “مجتمع” الذي يقدمه الدكتور باسم الجمل على منصة “مجتمع”، استضاف البرنامج الباحثة الجزائرية الدكتورة مليكة بن دودة، وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة، حيث تناولت موضوع دور الفلسفة في إنقاذ العقل العربي.
بدأ الحوار بتسليط الضوء على تجربة الدكتورة مليكة في الفلسفة، حيث أكدت أنها انتقلت من تخصصات علمية مثل الهندسة المعمارية إلى الفلسفة بدافع رغبتها في فهم الذات والعالم من حولها.
ولفتت إلى تأثير الفيلسوف محمد إقبال في مسيرتها الفكرية، مشيرة إلى أهمية “التحطيم” كفلسفة تعيد تشكيل المعتقدات والأفكار القديمة.
كما تناولت وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة دور الفلسفة في تشكيل الوعي السياسي، موضحة أن الحرية هي السبب الأساسي لوجود السياسة.
وفي سياق الحديث عن الثقافة والهوية، أشارت إلى أن الثقافة تحدد الهوية، وأن تعزيزها يعد أمراً ضرورياً للعيش المشترك.
كما تطرقت إلى أهمية التعليم في تنمية التفكير النقدي لدى الأطفال، معتبرة أن الفلسفة يمكن أن تكون أداة لإنقاذ العقول في العالم العربي. مؤكدة على ضرورة أن يكون كل فرد واعياً لما يحدث حوله ليتمكن من تقرير مصيره.
كما أكدت الدكتورة مليكة أن السياسة هي ما يجعلنا أحرارًا، وأن انقطاع السياسة يعني انقطاع الحرية. كما انتقدت المجتمعات الاستهلاكية التي تبتعد عن المشاركة السياسية، معتبرة أن الأفراد يحتاجون إلى ظروف حياة كريمة ليصبحوا سياسيين فعالين.
ختاماً، قدمت الدكتورة مليكة رؤيتها حول التحديات المعاصرة التي تواجه الحرية السياسية، مشددة على أن الأحرار فقط هم من يستطيعون المشاركة في الحياة السياسية.
تُعرض الحلقة على منصة “مجتمع” للدراسات الثقافية والتاريخية، حيث تسعى لتعزيز التفكير النقدي والنقاش حول القضايا المعاصرة. وتتبنى “مجتمع” رؤية نهضوية للمجتمعات العربية، ملتزمة بقضايا الأمة العربية، والعمل على رقيها وتطوّرها،
انطلاقًا من فهم أنّ التطور لا يتناقض مع الثقافة والهوية، بل إنّ تطوّر مجتمعٍ بعينه، بفئاته جميعها، غير ممكنٍ إلا في ظروفه التاريخية، وفي سياق ثقافته، وبلغته، ومن خلال تفاعله مع الثقافات الأخرى.
