د. يوسف رزقة يكتب: جنين وحافة الانفجار
جنين تعود إلى واجهة الأحداث وواجهة الإعلام. النزاع الآن في جنين بين السلطة والمقاومين، والاحتلال يقف في خلفية النزاع. الذين خاضوا معركة بأس جنين دفاعا عن الوطن يتعرضون الآن للاعتقال، والمطاردة، وسحب السلاح.
قادة كتيبة جنين أصدروا بيانا للرأي العام أعلنوا فيه مطالبهم وموقفهم . البيان يشير أكثر من ذي قبل لقتراب جنين من حافة الانفجار. أجهزة أمن السلطة اعتقلت قائد كتيبة جنين وكوادر أخرى مهمة، ويكشف البيان أن السلطة وأجهزتها لم تلتزم بتنفيذ اتفاق تسهيل زيارة عباس لجنين في مقابل الإفراج عن المعتقلين. البيان يحذر ويطلب من قادة فتح بالتدخل، والمساعدة في حل الأزمة.
أمين عام الحهاد الإسلامي قال الأزمة القائمة تهدد لقاء الأمناء العامين في القاهرة. ومن المعلوم أن دعوة اللقاء تزامنت مع اجتياح العدو لجنين . لما جاءت الدعوة في هذا التوقيت، وكان عباس يرفض دعوة الفصائل لعقد الاجتماع قبل ذلك.؟!
ومن المعلوم أن قادة الفصائل لهم مطلب رئيس من اللقاء القريب وهو الإفراج عن المعتقلين السياسيين. هذا المطلب مزقته السلطة، وردت عليه بمزيد من الاعتقالات، وهذا في نظر كثيرين يؤكد شبهتين قالتهما أوساط نطلعة:
الأولى أن العدوان على مخيم جنين كان بعلم السلطة والتنسيق معها، بعد الاتفاق على دور كل منهما. والثانية أن دعوة الأمناء العامين هدفت للمناورة والتضليل، ولضرب قادة الفصائل بقواعدهم وحاضنتهم الشعبية، فإذا ما التقوا تحت زعامة عباس، تناقضوا مع مطالب قواعدهم التي تتهم الأجهزة.
هؤلاء يتساءلون ما قيمة إطار الأمناء العامين، وليس له دستور أو قانون يحكمه، وليس له صلاحية محددة غير ما يقرره عباس، ويقولون أيضا: ما فائدة اللقاء الحالي الذي يتزامن مع هذه البيئة المتفجر، وجنين تقاسي العدوان، وتقاسي اعتقالات أجهزة الأمن الفلسطينية؟! هؤلاء يقولون لا للقاء قبل الإفراج عن المعتقلين السياسين في جنين وسائر بلدات الضفة الغربية. ويقولون: إن جدية اللقاء وجدواه مقرونة بالإفراج عن المعتقلين لتعزيز الثقة بجدوى اللقاء؟! فهل ما يقوله هؤلاء صواب؟! الجواب عندكم.