تقاريرسلايدر

رئيس الولايات المتحدة وإعلامها وأثرياؤها وقود الحرب المستعرة في غزة 

أبوبكر أبوالمجد| جاء الرئيس الأمريكي، جو بايدن إلى أراضي فلسطين المحتلة، ليعلن عن دعمه للغاصب القاتل، وتحذيره لكل من يحاول إلهاء الكيان المستذئب عن غزة، حتى ينتهي من شق نهر الدم في الأراضي المتبقية المحاصرة للفلسطينيين، القابعة تحت الحصار منذ أكثر من عامين!

هنا انتهى دور القائد، ليأتي دور المقودين، حيث الإعلام الضال المضلل، الذي قرر عرض الحقيقة العوراء، بوجه واحد، ورؤية عنصرية بغيضة، ليعبأ الشعوب الغربية مستغلًا قدرته على الانتشار ويؤصل ويجذر الخوف من الإسلام والمسلمين. وبالطبع لا ينقص إتمام المهمة إلا رأس المال، وهنا ينبري المليارديرات ليمولوا هذه الأفكار والأفعال!

جو بايدن أولًا

لا يأتي اتهامنا للولايات المتحدة الأمريكية، رئيسًا وإعلامًا ومالًا، أنهم من يقفون كوقود إشعال هذه الحرب الجارية في أراضي فلسطين المحتلة من عندياتنا، وإنما قال ذلك بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، الكاتب ستيفن والت، الذي ركز على خمسة أحداث حاسمة ساعدت في الوصول إلى الأحداث المأساوية التي وقعت في الأسبوعين الماضيين، منها حرب الخليج الثانية، واتفاقية إبراهام، وأحداث سبتمبر 2001، وعدم إيفاء الولايات المتحدة بتعهداتها حيال السلام الشامل في المنطقة.

لكن هناك الأقرب والأهم، وهي تصريحات جو بايدن، التي أبرزت عنصريته، ويهوديته الطاغية، والذي أكد الأربعاء على التزام أمريكا بدعم إسرائيل، وقال لرئيس الوزراء الإسرائيلي: “أردت أن أكون هنا اليوم لسبب بسيط هو أنني أريد شعب إسرائيل وشعوب العالم أن تعرف أن الولايات المتحدة تقف (معكم)”، وليس هذا وحسب؛ بل دان بايدن هجمات حماس في 7 أكتوبر الجاري على إسرائيل قائلًا إن الحركة “ارتكبت أعمالًا شريرة وفظائع تجعل داعش تبدو أكثر عقلانية إلى حد ما”، على حد قوله.

وأقر الرئيس الأمريكي بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مضيفًا أنه “علينا أن نأخذ في الاعتبار أيضًا أن حماس لا تمثل كل الشعب الفلسطيني، ولم تجلب له سوى المعاناة”، بعدها تعهدت إسرائيل بالقضاء على حركة حماس.

جدير بالذكر أن أمريكا والاتحاد الأوروبي حماس “منظمة إرهابية” وتقوم إسرائيل بقصف قطاع غزة منذ السبت الماضي ردًا على هجوم الحركة على مدن ومناطق إسرائيل في “غلاف غزة”.

الدور الإعلامي البغيض

لاحظ موقع موندويس الإخباري الأمريكي أن وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية تشيطن المقاومة عبر تغيير المصطلحات، حيث يتم استخدام كلمة “رهائن” لوصف كل صهيوني أسره مقاتلو حماس في هجومهم الأخير على غلاف غزة؛ بينما يفترض أن المعتقلين من الجنود يطلق عليهم “أسرى حرب”، خاصة أن رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، قد أعلن الحرب فعليًا على غزة.

وكشف نورث، كيف أن المعايير المزدوجة تبين اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام الأمريكية حول كيفية تشويه الأزمة، وذلك من خلال تحريف التقارير باستخدام لغة أحادية الجانب في إطار متحيز، والأهم من ذلك أنها تتجاهل أي جزء من التاريخ في إسرائيل/فلسطين، بحيث يبدو الهجوم من غزة وكأنه موجة غير مبررة من العنف وكراهية اليهود.

وتطلق صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست على الفلسطينيين المسلحين من غزة لقب “المسلحين”. لكن الكثير من قنوات “سي إن إن”، وبعض قنوات “إم إس إن بي سي”، وبالطبع “فوكس نيوز”، تصفهم بأنهم “إرهابيون”.

ومع استمرار تغطية الحرب الجديدة وخلال يومها الثاني، زاد التحيز، فقد أجرت شبكات الكابل مقابلات حصرية تقريبا مع “الضحايا” الإسرائيليين، لكنها تجاهلت الفلسطينيين تقريبا.

ومن ناحية أخرى، أغفلت وسائل الإعلام الأمريكية الحديث عن فشل حكومة نتنياهو الهائل في اكتشاف الهجوم الأخير، وكذلك توضيح مساهمة غطرسة ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم في الكارثة.

الملياردير رونالدو لودر

أما ما بقي، فهو دور المال الداعم والمحرك والممول والراعي الرئيس لهذه الحرب، وهنا هدد الملياردير الأمريكي رونالد لودر، وهو من الداعمين الماليين المهمين لجامعة بنسلفانيا، بقطع التبرعات إذا لم تبذل الجامعة المزيد من الجهود لمكافحة «الأحداث المعادية للسامية» على حد وصفه، ويقصد مهرجان (فلسطين تكتب). 

وكتب لودر إلى رئيسة الجامعة، ليز ماجيل، يوم الاثنين الماضي قائلًا: «ترك المهرجان وصمة عار على سمعة بنسلفانيا، وستستغرق وقتاً طويلاً لإصلاحها»، وأضاف، «أنت تجبرينني على إعادة النظر في الدعم المالي في ظل غياب التدابير المُرضية لمعالجة ظاهرة معاداة السامية في الجامعة».

كما أثار مهرجان (فلسطين تكتب) رداً عنيفاً من الجهات المانحة البارزة، بمن في ذلك الملياردير مارك روان والسفير الأمريكي السابق جون هانتسمان، اللذان تعهدا بقطع التمويل.

يشغل لودر، الذي تقدر ثروته بنحو 4.6 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس، منصب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي، وهي منظمة تهدف إلى حماية الجاليات اليهودية في جميع أنحاء العالم من التمييز.

أبوبكر أبوالمجد

صحفي مصري، متخصص في الشئون الآسيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى