مقالات

ربيع عبد الرؤوف الزواوي‏ ‏‏يكتب: ‏الوقت أثمن ما نملك

لي صديقان أحبُّ كليهما، وكلاهما من أهل الفضل والخير؛ أما أحدهما فإذا انصرف الناس من صلاة الصبح قال أذكار ما بعد الصلاة ودعا وانصرف، فلا يزال واقفا خارج المسجد مع أي من أصدقائه يتبادلان الحديث حتى تطلع الشمس! يتكرّر ذلك كثيراً.

وأما الآخر فإذا انصرف الناس من صلاة الصبح ظلّ جالساً يسبّح الله ويدعوه حتى تطلع الشمس، ثم يركع ركعتين ثم ينصرف، وذلك كل يوم.. وربما إذا خرج التقى مع الأوّل الذي يكون -أحياناً- لا يزال واقفاً يتبادل الحديث مع أحد الناس!..

لقد مرّ الوقت نفسه على كليهما، نفس الوقت.. لكن هيهات.. ما أسرعه وأخفّه على الأوّل الذي قضاه في حديث ربما فيه إثم بغيبة أو كذب أو ما شابه، وما أسعده من وقت وأهناه على الآخر..

هكذا هي أعمارنا.. وهذا نموذج مصغّر للعمر، ودرس وعبرة لمن اعتبر.

فرّط الأول في جزء عظيم من عمره، واغتنم الآخر الوقت نفسه وادّخر فيه زاداً لآخرته.. والله سبحانه الموفّق، يقبض ويبسط، ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

بدوري؛ أُثني كثيراً على فعل الآخر مشجّعاً لغيره ومداعباً له أحياناً.. بيد أني أستحي في نصح الأوّل، وكلّما هممت بالكلام معه بهذا الشأن استحيت وانصرفت لا ألوي على شيء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى