تقارير

رسالة ماجستير تناقش مفهوم ” المتاهة “و الرأسمالية التي تسلب الناس إنسانيتهم

 

كتب: علي عليوه

قدمت رسالة ماجستير ناقشتها كلية الدراسات اللغوية بالجامعة العربية المفتوحة في مصر برئاسة الدكتور محمود أبو النصر ، تحليلا معرفيا لمفهوم “المتاهة” من خلال قراءة جديدة من منظور ما بعد الحداثة.

وتركزت الرسالة المقدمة من الباحثة نرمين ممدوح محمد صبري لنيل درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي من كلية الدراسات اللغوية بالجامعة العربية المفتوحة على ” ألعاب متاهات ما بعد الحداثة”  في رواية ” امرأة الملازم الفرنسي”  ومسلسل “لعبة الحبار”.

وتعد “زوجة الملازم الفرنسي ” رواية خيال تاريخي تنتمي إلى أدب ما بعد الحداثة صدرت عام 1969 للكاتب جون فولز، وكانت ثالث رواية تنشر للكاتب ، فيما يعد مسلسل “لعبة الحبار” كوري جنوبي، كتبه وأخرجه هوانغ دونغ هيوك..

وتتمحور رسالة الماجستير حول قراءة جديدة غير تقليدية من منظور ما بعد الحداثة لتحليل النصين المختارين، حيث تعتمد الباحثة على كتابات بنلوبي دووب عن  مفهوم  المتاهة.

 والتي بدورها  توضح تطور وظهور هذا المفهوم في الأدب بعيدا عن المفهوم الهندسي المعماري /البصري بالإضافة إلي مفهوما “جاك ديرينا”: “اللعب”  و “المعارضة الثنائية” واللذين يندرجان تحت نظرية ما بعد الحداثة الفلسفية.

 والتي تتبع هذه المسارات المجهولة في المتاهات لتوضيح خواء المعنى داخل هذه المتاهات والسخرية من تتبع هذه الرحلة، والتي بدورها تؤدي إلى العدم .

وتتناول الدراسة أيضا ” المتاهة”: تطور النظرية بين الماضي والحاضر” النظريات الأدبية التي ترتكز عليها الباحثة في دراستها، فيضم مفهوم المتاهة من منظور ما بعد الحداثي.

 وربطها بفكرة الألعاب التي تشترك مع المتاهة في بعض خصائص وضحها الناقد “ماكونيجال” ، كما تعتمد علي مفاهيم التناص وما وراء السردية  كمفاهيم ما بعد الحداثية لسبر أغوار النصوص المختارة.

وتشير الباحثة إلى أهمية دراسة هذه الأعمال في ضوء السياق الإجتماعي والسياسي والنفسي مثل الرأسمالية وتأثيرها علي طبقات المجتمع ، فدراسة هذه السياقات تكشف أبعادا جديدة ومعان متعددة.

وتحت عنوان ، ” دخول المتاهة” : دراسة  الحيز الداخلي في رواية “امرأه الملازم الفرنسي”  ومسلسل “لعبة الحبار” ، تقارن الدراسة  بين النصين المختارين بكونهما نماذج لأنواع مختلفة من المتاهات (فردية أو متعددة).

وعلاقة المتاهات بالألعاب العقلية التي يمارسها الراوي أو العقل المدبر في الرواية والمسلسل علي القراء والمشاهدين والتي تهدف بشكل أساسي إلى الخداع والشك.

 والذي يسبب الحيرة والإرتباك الغالبين على هذه النصوص حيث لا يوجد مركز أو مخرج حقيقي يصل إليه القارىء أو المشاهد..

وتحت عنوان “الخروج من المتاهة : دراسة الحيز الخارجي في الرواية  والمسلسل” ، تناولت الدراسة مفاهيم ما بعد الحداثية كتعددية التصورات والتي تشير بدورها إلى ما  وراء السرد، وإلى تقنيات الإشارة لنصوص أخرى (كالسخرية والتناص).

 مع الإشارة بشكل خاص لبعض التقنيات السينمائية التي تم استخدامها في المسلسل كزاوية تصوير الكاميرا والألوان، والموسيقى لخداع المشاهدين واللاعبين على حد سواء..

ويهدف تحليل هذه التقنيات السينمائية بدقة إلى دعم الحجة الرئيسية للرسالة والتي تتمحور حول عبثية الخروج من المتاهة،  كما يتم انتقاد تأثير الايدولوجيات الرأسمالية والتي تجرد الناس من إنسانيتهم.

وجاءت مناقشة الباحثة ثرية ومثمرة فإجابات الباحثة تنم عن نضج أدبي نقدي وتحليلي وإتقان في استخدام أدوات النظريات المتبناة في التحليل الدقيق، واستوفت الرسالة وفقا للجنة المناقشة جميع عناصر البحث العلمي.

 كما أشادت اللجنة برسالة الباحثة وأصالة موضوعها ومراجعها الحديثة بالإضافة إلى تمكن الباحثة من تربيط العديد من الأبعاد النظرية بسلاسة وإحكام..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى